تُشكل جائزة السلطان قابُوس للثقافة والفُنُون
والآداب، والتي أُعلنت نتائجُها هذا الأُسبُوع بوابة مُهمة لدعم وتحفيز الإبداع
على المُستويين المحلي والعربي.
ويُمثل العددُ الكبيرُ الذي تنافس على هذه الجائزة
من مُختلف دُول الوطن العربي دلالةً واضحةً على أهمية هذه الجائزة، وقيمتها الإنسانيةـ
والمعنوية، والمادية.
كُنتُ أُتابعُ، مساء اليوم، التقرير التليفزيُوني،
الذي بثه تليفزيُون سلطنة عُمان عن مُساهمات السلطنة في دعم وإنشاء المراكز العلمية
والثقافية في عدد كبير من الدول العربية والمُنظمات الدولية في العالم العربي، وعندما
تسمع كلمات الإشادة والشكر من قبل سُكان تلك الدول على أهمية تلك المراكز الثقافية
والعلمية في ترسيخ قيم الثقافة والفُنُون والعُلُوم والآداب، ومبادئ التسامُح
والحُوار بين الشعُوب، والدور الذي لعبته السلطنة في دعم تلك المراكز لتُؤدي دورها
الإنساني والثقافي يجعلك تشعُر بالفخر والاعتزاز.
جلالة السلطان المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- لهُ مُساهمات
واسعة في الجانب الإنساني وفي خدمة العلم والمعرفة، وفي العديد من المشاريع الثقافية
على المُستوى المحلي والعربي والعالمي؛ فهُناك جائزة السلطان قابُوس لصون البيئة،
وهي أول جائزة عربية يتم منحُها على المُستوى العالمي في مجال حماية البيئة.
كذلك هُناك كراسي السلطان قابُوس العلمية في
مُختلف الجامعات العريقة في العالم، والتي تُسهم في تنمية المعرفة الإنسانية، والتقريب
بين الثقافات العالمية.
كما تُسهم كُلية السلطان قابُوس لتعليم اللغة
العربية للناطقين بغيرها في خدمة ونشر اللغة العربية وآدابها. وهُناك أيضًا مشاريع
ثقافية عديدة أُخرى؛ مثل: موسُوعة السلطان قابُوس للأسماء العربية، وتخصيص جلالته -حفظه
اللهُ- اليخت السلطاني "فُلك السلامة" لخدمة المشرُوع العلمي لليونسكو؛ لتنفيذ
الرحلة البحُرية لطريق الحرير.
بالإضافة إلى ذلك، هُناك أيضًا العديدُ من
الإصدارات العُمانية التي يُشار إليها بالبنان في مُختلف دُول العالم وفي مُختلف
مجالات العلم والمعرفة والثقافة.
وتُعتبر مجلة "نزوى" من الإصدارات العُمانية
التي تحظى باهتمام بالغ في مُختلف الأقطار العربية، وكذلك هي أيضًا مجلة "التفاهم"
التي تصدُر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينيةز
مُنذُ سنوات كُنتُ في زيارة لأحد المراكز البحثية
والعلمية البارزة في إحدى الدول العربية، وعند لقائي بإدارتها، طلبت مني المُساعدة
في الحُصُول على جميع أعداد مجلتي "نزوى" و"التسامُح" (تُسمى
الآن مجلة "التفاهم")، وضمان وُصُولها للمركز في المُستقبل.
وعند استفساري عن سبب هذا الاهتمام، قيل لي إنهُما
تحملان فكرًا مُستنيرًا وتوجهات حضارية راقية، وتُشكلان مصدرا مُهما للثقافة العُمانية.
بالفعل تواصلتُ مع إدارة مجلة "نزوى"، وكذلك
مع إدارة مجلة "التفاهم"، وقد تحقق الهدف المطلُوب بفضل اهتمام القائمين
على إدارة تلك المجلتين؛ فهُم فعلًا يعملُون من أجل إيصال صوت عُمان الثقافي
والفكري إلى جميع دُول العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.