استضافت جامعة السلطان قابُوس، مُؤخرا، بعض المُؤرخين
من البُرتغال للمُشاركة في فعالية علمية، ما لفت نظري تلك المُبررات التي قدمُوها
عن سبب التواجُد البُرتغالي في المنطقة وكيفية تفاعُلهم مع البيئة، مُركزين على
إنجازاتهم، خاصة في مجال الاستكشافات البحُرية والعُمرانية، ومدى التأثير والتأثر
بين اللغة العربية واللهجات العُمانية واللغة البرتغالية.
إلا أن أحد المُتحدثين تطرق إلى المُعاناة النفسية
للجُنُود من جراء الزج بهم في المنطقة خلال احتلالهم بعض السواحل الخليجية في
بداية القرن السادس عشر الميلادي، ويتجلى ذلك من خلال مُذكراتهم وكتاباتهم. وقد رد
أحدُ الحُضُور على ذلك قائلًا: هل تتوقعُون الراحة طالما دخلتُم مُستعمرين؟
ما استنتجتُه من تلك الندوة أن هُناك الكثير من
الوثائق الخاصة بالتاريخ العُماني مُتوفرة في البُرتغال، هي بحق تحتاجُ إلى مُتخصصين
للتنقيب عنها في المراكز البحثية والتاريخية في البُرتغال، ومن المُهم جدا تأهيل
بعض العُمانيين لهذه المُهمة، وابتعاثهم للدراسة هُناك.
وقد سعدتُ كثيرًا بلقائي بأحد الشباب العُماني، عندما
قال لي إنه عاش فترةً من الزمن في البُرتغال، ودرس في جامعاتها، وهُو يتحدث لُغتهم
بطلاقة، وله جُهُودٌ طيبة في البحث والدراسة في مجال التاريخ وفترة التواجُد
البرتغالي في السواحل العُمانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.