مَن الذي اقترح شقَّ قناة السويس بَيْن البحر
الأحمر والبحر الأبيض المُتوسط؟
رُؤية تاريخيَّة سطَّرها لنا الكاتب والباحث
والمحقِّق والأكاديمي الأستاذ هادي حسن حمودي، في مقال ودراسة نشرتها جريدة "الحياة"،
ضمن أرشيفها عن أسد البحار العُماني أحمد بن ماجد. وقد اختَتَم الجزءَ الأول من
مقاله بتحليل علمي وتاريخي بقوله:
"وتقدم لنا مخطوطته "كتاب الفوائد في
أصول علم البحر والقواعد"، تجاربه الغنية في البحار والمحيطات، نظريًّا وعمليًّا،
ويفيض الكتاب في الحديث عن الخليج وبحر العرب والمحيط الهندي وأرخبيل جزر الهند
الشرقية والبحر الأحمر. وفي حديثه عن البحر الأحمر، يشير ابن ماجد -وللمرة الأولى
فيما نعلم- إلى أنَّ البحر الأحمر هو امتداد للبحر الأبيض المُتوسط، وأنَّه أوطأ
منه قليلاً، وأعمق منه. ويَذْكُر أنَّ الفاصل البري بينهما يُمكن أن يُفتح ليلتقي
البحران تسهيلاً للملاحة، بدلًا من الدوران حول رأس الرجاء الصالح، الذي كانوا
يسمونه "جبال القُمر". ولكن هذه الرُّؤية لم يأخذ بها أحد من الشرقيين،
ربما لعدم حاجتهم إليها نظراً لطمُوحاتهم المحدُودة، ولكن الغربيِّين تلقَّفوها.. فكانت
قناة السويس!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.