السبت، 26 أبريل 2014

أهمية التسويق

التسويق.. أحد الجوانب التنفيذية للإدارة الواعية، وهو أيضًا إحدى الوظائف الرئيسية لأي منظمة أو مُؤسسة، هُناك اعتقاد بأن وظيفة التسويق تقتصر فقط على نشاط الإعلان عن المُنتجات المعرُوضة في المحلات التجارية، ويُنظر إليه بأنه بيع وتوزيع السلع.
تِلك نَظْرة تحتاج إلى وَقْفَة وتصحيح؛ فالواقع يقول بأن نشاط التسويق هو أبعد من ذلك بكثير؛ فهو قبل كل شيء نشاط إنساني، يقوم على دراسة واقع بيئة المنظمة التي تتعامل معها؛ للتعرف على احتياجات ورغبات وتوجهات العُملاء، ومن ثم العمل على توفيرها من خلال عملية التبادل، بطريقة يحقق فيها مصلحة كافة الأطراف (العُملاء، المنظمة، البيئة، المُجتمع، الدولة).
التَّسويق لا يقتصر أبدًا على المُنظمات الاقتصادية الهادفة للربح، ولا يقتصر على تسويق المُنتجات المادية فقط؛ فهو اليوم حقل واسع؛ يخدم بفاعلية المُنتجات غير الملموسة كالخدمات والأفكار بكافة أنواعها وأشكالها، وكذلك القرارات والتشريعات.
المُؤسسات العامة، وكذلك مُؤسسات المُجتمع المدني كالجمعيات والأندية، هي اليوم في أمسِّ الحاجة لتسويق خدماتها وتوجهاتها، وعليها استثمار الطفرة التكنُولُوجية ومواقع التواصل الاجتماعي لتوصيل رؤيتها ورسالتها وأهدافها لمُختلف شرائح المُجتمع، وعليها أيضًا التعرف على ما يدور في المُجتمع تجاه الخدمات والمُنتجات التي تقدمها؛ حيث إنَّ ذلك سيساعدها على بناء الخُطط والإستراتيجيات لتلبية مُتطلبات العُملاء الذين تتعامل معهم.
والتسويق أيضًا مُهمٌّ في تسويق الذات؛ فالإنسان يُشكل قيمة كبيرة وعظيمة، ويملُك من الملكات والمعارف الضمنية والعلوم والتوجهات الكثير، وهي في حدِّ ذاتها تُمثل مركز القوة لدى الإنسان، والمتأمل في قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- يجد ما يُبهر الإنسان في مجال تسويق الذات.
التسويق يُسهم كثيرًا في خَلْق صُورة ذهنية إيجابية لدى المُجتمع، ولهذا ظهرت الكثير من المفاهيم في هذا المجال؛ فهُناك التسويق الاجتماعي: والذي يُركز على نشر المبادئ والقيم والأفكار الإيجابية في المُجتمع، وهُناك المُواطنة التسويقية: أي الالتزام بالمسؤُولية الاجتماعية عند تقديم المنتج، وهُناك أيضًا التسويق الابتكاري والإبداعي، والتسويق الإلكترُوني، والتسويق القومي والسياسي والانتخابي.
هُناك الكثير من المفاهيم التسويقية أصبحتْ تعيها الكثير من المُؤسسات، إلا أنَّ الأمر يحتاج إلى تركيز وتفعيل أكثر، ومثل هذه المفاهيم من الضرُوري بمكان تضمينها ضمن المناهج الدراسية والمساقات العلمية في جميع التخصصات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.