النخلة دومًا تموت واقفة، ولكن حين تقتلعها أو
تسقطها الرياح مرغمة تتهافت على جسدها (جذعها) أيدي الإنسان؛ فهذا ينهش رأسها
لينعم بحجبها اللذيذ، وهذا يهوي بخصينه ليقسم ذلك الجسد المسجى على الأرض إلى جذوع
ورواجل ليصنع منها خيمة أو سجم أو عريش أو وتد أو كرجين، وذاك يقطع زورها بمجزه
المسنون، ويجمع ليفها وعراجينها وعساوتها ليصنع منها الدعون والدفوع والحبال
والمجمعة ومطعم الحيوان؛ وذلك يجمع كل متعلقات جسمها ليوهبها إلى مهاب النورة
وتراكيب الحلوى.. فكلُّ جزءٍ من جسد النخلة كان له قيمة.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.