هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
الأحد، 31 ديسمبر 2017
السبت، 30 ديسمبر 2017
السَّخونة
من يَرتَاد المطاعم الحديثة، يُبَادره النادل
بقائمة الطعام، وفيها ما لذ وطاب من مُختلف أنواع الأطعمة العُمانية والعالمية.. المتأمِّل
في مفردات ومُسمَّيات تلك الأطعمة، يجدها متداخلة الألفاظ: عُمانية، وعربية، وهندية،
وأخرى من بلدان أخرى، ومن بين المفردات العُمانية القديمة التي لم تَجِد لها أي
وُجُودًا في المطاعم الحديثة مفردة "سخونة"، فاستبدلت حديثا بمفردة
"شربة"، والبعض يسميها تطوُّرا "سووب".
السَّخونة من المشروبات العُمانية الدافئة، ولها
طريقة في تحضيرها وطبخها، وكانت في سوق قُريات القديم مشهورة وعليها إقبال كبير...
يطلق أيضًا العُمانيون على صلالة العيش الأبيض المشخول بالسخونة، فكان العيش بعد غليه
يتمُّ تصفيته بموخل يصنع من المعدن، وتلك المياه المنسابة من عيون الموخل تُسمى
"سخونة أو صلالة عيش"، وفيها فوائد غذائية عظيمة، كانت تقدم للأطفال وهي
دافئة، وما يتبقى منها تسقى به الهوش أو الأغنام، أو تدحض تحت شجرة خضراء.
الاثنين، 25 ديسمبر 2017
الأحد، 24 ديسمبر 2017
السبت، 23 ديسمبر 2017
الجمعة، 22 ديسمبر 2017
الصَّخرة الحمراء.. ساحرة الجمال
تتجلَّى هذه الصَّخرة الحمراء في وادي الطابة؛ ذلك
الوادي القصي، حيث أسرار الكائنات تتجلى في معالمه وتضاريسه.. صخور بمُختلف
الأحجام والألوان والأنواع، تعزفُ سيمفونية تَسْمَع صداها بين الجبال.. تأخُذ تلك
الصخرة شكل رأس الإنسان، لها فمٌ واسع، وما إن تطل برأسك من خلاله، حتى تسمع
حكايات وحكايات.. لها بُلعوم ممتد إلى عمقها اللامُتناهي، تلج داخله وكأنك تشاهد
فيلمًا سينمائيًّا يُوثق ميثولوجيا المكان.. الصخرة مليئة برسومات وعلامات رمزية
قديمة جدا، لها قصة أسطورية سأحكيها لكم عمَّا قريب.
الأحد، 10 ديسمبر 2017
11 ديسمبر.. يوم القوات المسلحة
تحيَّة محبَّة وتقدير لصُنَّاع المجد وحُمَاة
الوطن.. تحيَّة إجلال لصناع الانتصارات والبطولات.. تحيَّة عِرفان لتلك الأرواح
التي ضحَّت من أجل أمن وسلامة ورفعة وبناء هذا الوطن العزيز.
يوم قوات السلطان المسلحة.. أحد الأيام الخالدة في
روزنامة التاريخ العُماني المجيد، كل عام وأنتم في رفعة وتقدم، تحت ظل قيادة حكيمة
قدَّمت أروع التضحيات والإنجازات من أجل رُقي وازدهار عُمان.
#يوم_القوات_المسلحة
الاثنين، 4 ديسمبر 2017
في ظلال الجبل الأسود
أحمد على الرَّغم من إعاقته، يملُك إرادةً تناطح
الجبل الأسود، رأيته ماشيا على الرغم من صعوبة ووعورة الطريق، سألته: إلى أين يا
أحمد؟ قال: إلى حيث مولدي في الحرف؛ لأقضي حاجة في بيتنا القديم، ثم أعود. عبَرْنَا
معا، وصعَدْنا الجبال، فتذكَّرت لقائي به لأول مرة في مكتب الوالي مُنذ سنوات؛ حيث
كان مُرَاجِعا من أجل طلب بناء منزل من الدولة، سألته عن طلبه، قال: الحمد لله طلع
البيت.
دَخَل أحمد بيته القديم؛ فهو البيت الوحيد الباقي
ضمن مجمُوعة من البيوت القديمة المهجورة، ثم عُدنا معًا إلى السكنة الجديدة، فقال:
لا بد أن ترى بيتي الجديد؛ فهو واسع وأكثر حداثة، ثم قال: ألا تُريد أن تصور سلفي
معي، أو تصوير ذاتي للذكرى؛ فقُلت له: لي الشرف في ذلك؛ فكانت الصُّورة والذكرى،
فودَّعتُه وعلى وجهِه علاماتِ الفرح ببيته الجديد.
الأحد، 3 ديسمبر 2017
من وجبات الشتاء
كَان مِن وسائل التدفئة أيام زمان -وما زالت
مُستمرة لدى البعض- تناول الخبز أو القروص الممروس بعسل التمر والثوم.
كَان يُستخرج هذا العسل محليًّا؛ خاصة من تمر
القدمي والخنيزي؛ فكانوا يرصون جرب التمر في بخار مغلق، وعلى أثر وهجة البخار
وحرارة الجو تسيل من بين خوص الجرب سائل غليظ؛ له طعم التمر، يسيل في سواقي من
الصاروج كالشرايين، يندفع فيها العسل ببطء من كل جانب في مشهد جميل، ويتم تجميعه
في حفرة صغيرة في وسط البخار.
يباع العسل في دبب أو دبات بلاستيكية أو صفائح معدنية
تُسمى قواطي مفردها قُوطي، وله قيمة ويباع بالوزن أيضا، وعليه طلب أكثر في موسم
الشتاء وعند ولادة مولود جديد، حيث تتناوله المرأة الوالدة في وجبة دسمة مخلوطة
بالثوم تُسمى الممروسة أو الجولة بهدف تقوية وتنشيط جسمها بسرعة.
عادة تتناول الأسرة العُمانية وجبة القروص بالعسل
أو خبز الرخال العُماني بالعسل في فترة المساء؛ حيث تتجمع الأسرة بجانب الكانون
(دفاية زمان) لتناول هذه الوجبة لتشعر بالدفء وقوة الجسم لمقاومة لسعات البرد، كان
البرد أكثر شدة وقسوة من اليوم.
كان يفضل تناول هذه الوجبة ساخنة؛ لتشعر بلذة
الخبز والعسل وحرقان الثوم، ودفء الشتاء..
ذاكرة مكان.. مدرسة المعلِّمة شريفة
كانتْ ضاحية مُزدانة بأشجار البيذام والأنبا
والشريش؛ كانت غملة تتلاقى فيها أغصان الأشجار؛ تحُفها الرياح ونسناس الكوس
والنعشي.. مُنذ الصباح الباكر كانت وجهة لأطفال قُريات؛ وهم يتأبطون مصاحفهم
وختمهم وألواحهم المسمَّاة السليت.. تخرج إليهم في سكينة ووقار: صباح الخير
ولادي... صبحك الله بالخير معلمة.. تسمع ترانيم الهجوة تملأ المكان: ألف ليس له؛
والباء تحتها نقطة.. حاء ليس له؛ والخاء فوقها نقطة.. تسمع عبارات الاستئذان:
معلمة يرحمك الله؛ معلمة سقاك الله.. تسمع نشيد كلبوه وخمسوه لمن تأخَّر عن المدرسة،
يؤتَى به من أحضان أمه لكي تنظر المعلمة في سبب تأخره عن مدرسة القرآن.. لم يبقَ
من هذه الأشجار الحانية على تلك الأجساد الطفولية؛ إلا شريشة خضراء في طوي
الحمدانية من المسيلة؛ تُذكرنا بالمعلمة شريفة -رحمها الله- ومدرستها القرآنية
القديمة.
السبت، 2 ديسمبر 2017
المنز..
تِلك الأيام المليئة بالخوف والمرض، تَسْهر الأم
يقظة طوال الليل؛ تحرس ذلك السرير المعلق في خشبة الكندل أو جذع النخل، لكي لا
يخطف الحزن والألم وليدها.
تُحرِّكه بذراعها المنهكة من عمل البيت الذي لا
ينتهي، وعيونها وقلبها في لهفة لإشراقة الصباح.
ومَا إن تشرق الشمس، حتى تحتضنُ طفلها ببهجة وفرح،
وترفعه عاليا وتناغيه بأجمل الكلام؛ وتنسى حينها أنَّها لم تذُق النوم طوال الليل.
إدارة احترافية لمعالمنا التراثية والثقافية
بالأمس، زُرت قلعة نخل؛ وهي قلعة شامخة بُنيت في
فترة ما قبل الإسلام.. أول دُخُولي تلقفني الحارس مُرحِّبا، وطَلَب مني دفعَ
الرسوم فدفعتها.. سألته: هل من مرشد في هذه القلعة، أو كُتيب يشرح تاريخها وما تحتويه
من كنوز؟ فدلني على شاب رأيته مُنشغِلا في هاتفه، فردَّ علي بلهجة سريعة، وختم
حديثه: دخل، وسترى كل شيء مكتوب قدامك.. سألته: هل القلعة تحت إدارة وزارة التراث
والثقافة؟، قال: كلا، هي تحت إدارة وزارة السياحة.
دخلتُ، فرأيت مجمُوعة من السياح من كل دُول العالم
ومن عُمان.. يدخلون من قسم لآخر دُون أي دليل.. سألت أحدهم: هل تعرف متى يعود بناء
هذه القلعة؟ فرد: نعم، للعام 1970م! قُلت له: كلا؛ هذه بُنيت مُنذ أكثر من ألف
وأربعمائة سنة؛ فاستغربَ، فقال: لم يُخبرنا أحد.
في اليوم ذاته، زُرت بيت الغشام التراثي؛ فوجدتُ
إدارة مُختلفة جدًّا، شباب في الاستقبال، وآخرون يرافقون كل فوج سياحي، يشرحون
ويجيبون عن كل شيء، وبلغات مُختلفة؛ علمًا بأنَّ ذلك البيت التراثي تم ترميمه
وإدارته بجُهُود تطوعية.
نحن فعلًا بحاجة لإدارة معالمنا التراثية والثقافية
بطريقة جديدة؛ إذا ما أردنا أن تكُون السياحة أحد روافد مُستقبلنا الاقتصادي.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)