كَان مِن وسائل التدفئة أيام زمان -وما زالت
مُستمرة لدى البعض- تناول الخبز أو القروص الممروس بعسل التمر والثوم.
كَان يُستخرج هذا العسل محليًّا؛ خاصة من تمر
القدمي والخنيزي؛ فكانوا يرصون جرب التمر في بخار مغلق، وعلى أثر وهجة البخار
وحرارة الجو تسيل من بين خوص الجرب سائل غليظ؛ له طعم التمر، يسيل في سواقي من
الصاروج كالشرايين، يندفع فيها العسل ببطء من كل جانب في مشهد جميل، ويتم تجميعه
في حفرة صغيرة في وسط البخار.
يباع العسل في دبب أو دبات بلاستيكية أو صفائح معدنية
تُسمى قواطي مفردها قُوطي، وله قيمة ويباع بالوزن أيضا، وعليه طلب أكثر في موسم
الشتاء وعند ولادة مولود جديد، حيث تتناوله المرأة الوالدة في وجبة دسمة مخلوطة
بالثوم تُسمى الممروسة أو الجولة بهدف تقوية وتنشيط جسمها بسرعة.
عادة تتناول الأسرة العُمانية وجبة القروص بالعسل
أو خبز الرخال العُماني بالعسل في فترة المساء؛ حيث تتجمع الأسرة بجانب الكانون
(دفاية زمان) لتناول هذه الوجبة لتشعر بالدفء وقوة الجسم لمقاومة لسعات البرد، كان
البرد أكثر شدة وقسوة من اليوم.
كان يفضل تناول هذه الوجبة ساخنة؛ لتشعر بلذة
الخبز والعسل وحرقان الثوم، ودفء الشتاء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.