بالأمس، زُرت قلعة نخل؛ وهي قلعة شامخة بُنيت في
فترة ما قبل الإسلام.. أول دُخُولي تلقفني الحارس مُرحِّبا، وطَلَب مني دفعَ
الرسوم فدفعتها.. سألته: هل من مرشد في هذه القلعة، أو كُتيب يشرح تاريخها وما تحتويه
من كنوز؟ فدلني على شاب رأيته مُنشغِلا في هاتفه، فردَّ علي بلهجة سريعة، وختم
حديثه: دخل، وسترى كل شيء مكتوب قدامك.. سألته: هل القلعة تحت إدارة وزارة التراث
والثقافة؟، قال: كلا، هي تحت إدارة وزارة السياحة.
دخلتُ، فرأيت مجمُوعة من السياح من كل دُول العالم
ومن عُمان.. يدخلون من قسم لآخر دُون أي دليل.. سألت أحدهم: هل تعرف متى يعود بناء
هذه القلعة؟ فرد: نعم، للعام 1970م! قُلت له: كلا؛ هذه بُنيت مُنذ أكثر من ألف
وأربعمائة سنة؛ فاستغربَ، فقال: لم يُخبرنا أحد.
في اليوم ذاته، زُرت بيت الغشام التراثي؛ فوجدتُ
إدارة مُختلفة جدًّا، شباب في الاستقبال، وآخرون يرافقون كل فوج سياحي، يشرحون
ويجيبون عن كل شيء، وبلغات مُختلفة؛ علمًا بأنَّ ذلك البيت التراثي تم ترميمه
وإدارته بجُهُود تطوعية.
نحن فعلًا بحاجة لإدارة معالمنا التراثية والثقافية
بطريقة جديدة؛ إذا ما أردنا أن تكُون السياحة أحد روافد مُستقبلنا الاقتصادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.