أحمد على الرَّغم من إعاقته، يملُك إرادةً تناطح
الجبل الأسود، رأيته ماشيا على الرغم من صعوبة ووعورة الطريق، سألته: إلى أين يا
أحمد؟ قال: إلى حيث مولدي في الحرف؛ لأقضي حاجة في بيتنا القديم، ثم أعود. عبَرْنَا
معا، وصعَدْنا الجبال، فتذكَّرت لقائي به لأول مرة في مكتب الوالي مُنذ سنوات؛ حيث
كان مُرَاجِعا من أجل طلب بناء منزل من الدولة، سألته عن طلبه، قال: الحمد لله طلع
البيت.
دَخَل أحمد بيته القديم؛ فهو البيت الوحيد الباقي
ضمن مجمُوعة من البيوت القديمة المهجورة، ثم عُدنا معًا إلى السكنة الجديدة، فقال:
لا بد أن ترى بيتي الجديد؛ فهو واسع وأكثر حداثة، ثم قال: ألا تُريد أن تصور سلفي
معي، أو تصوير ذاتي للذكرى؛ فقُلت له: لي الشرف في ذلك؛ فكانت الصُّورة والذكرى،
فودَّعتُه وعلى وجهِه علاماتِ الفرح ببيته الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.