هَذَا المساء، كُنت في القرية التراثية بمهرجان
مسقط، مرَرتُ على جناح نَصراء الغزيلية فلم أجدها؛ فعادةً أجدها تتوسَّط تلك التحف
التراثية التي جَمَعتها من كلِّ مكان، تستقبلُ زوَّار المهرجان لتعرِّفهم بتراث
أجدادها وبلدتها، قيل لي: إنها في مُشاركة مع جمعية تُعنى بالمسنين وستعود.. فتركتْ
نصراء جنَاحَها مفتوحًا رغم الكنوز التي لا تُقدَّر فيه بثمن معرُوضة أمام الجميع.
بعد تِجوَال في القرية التراثية، رجعتُ إلى جناحها،
فإذا المرأة أجدها تبكِي بحَرَارة، وهي مُحَاطة بالرجال والنساء ورجال الشرطة،
سألتها: ما الخطب؟ فردت: لقد سُرق العاضد من على المِنضدة! حاول الجميع تهدئتِها،
فبحثنَا عن العَاضد من كل مكان، فوجدناه ساقِطًا في أحد المراجِل، فلعلَّ أحد الأطفال
لعب به فوضعه هُناك، فما إن رأت نصراء العاضِد، فكأنَّ الروح رُدَّت إليها، وإذا
هي تبتسمُ وتتلمَّس ذلك العاضد المصنُوع من الفضة الخالصة، فتضعه في قدمها، وتردِّد:
"هذا حلي جدتي، وتراث وطني، لا يمكن أبدا أن يغيب عني".
هَذِه المرأة البسيطة المُهتمَّة بتراث الوطن، رغم
قلة إمكانياتها لها مطلب بسيط جدًّا، وهو مكان مُتواضِع في بيتها لكي تحفَظ فيه
هذا الكنز، خوفًا من ضياعِه وتسلُّط الغرباء عليه.. أمنية نتمنَّى أن يُنظَر إليها
بعَين الاعتبار من قبل الجهة المعنية بالتراث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.