استَمَعَتُ اليَوْم إِلى مُنَاشَدَة مُوَاطِن عَبْر مُنتَدَى إِذَاعَة
الوصَال، مُطَالبًا بضَرُورَة إِعَادَة النَّظَر فِي المُخطَّطات السَّكنيَّة الحَدِيثَة،
الوَاقِعَة بالقُرْب مِن شَوَاطِئ البَحْر، خَاصَّة فِي ظلِّ المُتغيِّرات المُنَاخيَّة،
التِي تَشْهَدها سَوَاحِل السَّلطَنة مِن سَنَة لأخرَى، وضَرَب مَثلًا حَيًّا بتَأثِر
مُخطَّطات سَكَنيَّة مِن جرَّاء الأَنْوَاء المُنَاخيَّة الأَخِيرَة فِي شَرقيَّة
عُمان.
لَو استَعدْنَا ذَاكِرة تُرَاثِنا الثَّقَافِي وأعرَافِنا القَدِيمَة،
لوَجدنَا هَذَا الأَمر لَم يَغِب عَن فِكْر الأَجْدَاد مُنذُ القِدَم، فهُنَاك عُرفٌ
قَدِيم يُسمَّى: بحَرِيم أو حَرَم البَحْر، أو الوَادِي، وبمُوجَب هَذَا العُرف تُحدَّد
مَسَافة، تُقَاس بالذِّرَاع، تَبْدَأ مِن سِيف البَحْر وحتَّى أَوَّل نُقطَة للعُمرَان،
وكَذَلك هُو أيضًا عَلى جَانِبيْ مَجَارِي الأَودِيَة ومَسَايل مِيَاه الأَمْطَار،
ويَقتَضِي العُرف عَدَم تَعْمِير أو استِغْلَال هَذِه المِسَاحَة، مَهمَا كَانَت
الظُّرُوف.
هُنَاك أَقْوَال وأَمْثَال قَدِيمَة، لَهَا دَلالَات عَلى خُطُورة التَّعدِي
عَلى مَجَاري الأَودِية؛ مِنهَا: الوَادِي يَعْرِف مَجرَاه.. بُو يَدُور عَلى السِّنِين
يَدُور.. مَال الوَادِي حَال الوَادِي.. وغَيْرهَا الكَثِير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.