كُورونَا...
ذات يَومٍ، استيقظتُ من النوم، وذهبتُ كالعادة إلى نافذة غُرفتي، لأرى أحوال حارتنا، فاندهشت بمنظر الحارة، الهادئة من ضجيج السيارات والناس؛ فسألت نفسي: أين اختفى كل البشر؟ فذهبتُ مسرعة إلى أمي، فقلت لها: ما الذي يحدُث، الكلُّ في بيوتهم؟!
ردَّت عليَّ أمي: ألا تعلمين يا ابنتي، اختفتْ الناس، بسبب فيروس "كورونا".
فقُلت: وما هو هذا الفيروس؟ وهل هو لهذه الدرجة خطير؟
ردَّت الأم: نعم يا ابنتي، إنَّه خطير، انتشر في فترة قصيرة في كل أنحاء العالم، وعانت كل الدول بسبب هذا الفيروس.
فقلت لها: لماذا أُغلِقت المدارس؟
الأم: خوفًا عليكم، وللحفاظ على سلامتكم، ولكي نُخفِّف من سرعة انتشار الفيروس.
أنا: كيف ستُصبح الحياة الآن في المنازل؟
الأم: أولًا الدراسة: اتخذت بعض الدول قراراً بأن تكون الدراسة عن بُعد، أما بعضهم الآخر فاعتمدَ على درجات الفصل الأول، ومن ضِمنهم عُمان، اعتمدتْ على دَرَجات الفصل الدراسي الأول، ما عدا طلاب الصف الثاني عشر، سوف يعتمدون على إحصائيَّة مدروسة؛ لكي تتسهَّل أمورهم. أما عن الجامعيين، فهم يدرسُون عن بُعد.
أنا: بما أنَّ الدراسة انتهت، فهيَّا نذهب إلى بيت جدتي.
الأم: لا يا ابنتي.. الآن لدينا قوانين احترازية، يجب على كل فرد الالتزام بها.
أنا: ماذا؟! وما هذه القوانين التي تجعلنا لا نزور أقاربنا؟
الأم: يا ابنتي، الدولة لم تقرِّر هذه القوانين إلا للحفاظ على صِحتنا، ولكي نقلل من انتشار الفيروس، وما هي إلا قوانين بسيطة، وهي: أولا: غسل اليدين بالماء والصابون، ثانيا: عدم ملامسة العين والأنف والفم، ثالثا: التباعد الجسدي، رابعا: عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى.
أنا: الحمد لله أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي مَوجُودة، سوف اتَّصل بكل من أشتاق إليه.
الأم: حسنا، وأنا سوف أذهب واحضر الغداء.
****
ذهبتُ إلى غُرفتي وفتحتُ هاتفي، واتَّصلت بجدي، ردت عليَّ جدتي، سلمتُ عليها، وسألت عن أخبارها وأخبار جدي، بعدها جاء جدي، فقُمنا بالتحدث عن هذا الفيروس، سألتُ عن أخبار شركته.
قال الجد: لقد خَسرنا الكثير من الأموال، ولقد تقلَّصت أعدادُ الموظفين، لا أستطيع أن أجعل الموظفين يعملون كُلهم في نفس الوقت، فقرَّرتُ أن أقسِّمهم لمجموعات، كل أسبوع تأتي مجموعة هي التي تعمل، والباقي يعملون من منازلهم عن بُعد.
فقلت: كيف تأثرت الدولة اقتصاديًّا؟
الجد: كلُّ الدول عانت اقتصاديًّا بسبب هذا الفيروس الصغير؛ أُغلِقت بعض المحلات، وتعطلَّت بعض الوظائف.
أنا: حسنا يا جدي، أريد أن أساعد لأجل سلامة وطني.. ماذا عليَّ أن أفعل؟
الجد: ساعدي ببقائك في المنزل، أيضا تستطيعين إرسالَ مَبَالغ لوزارة الصحة، وبما أنك ناشطة اجتماعية، قُومي بنشر فيديوهات توعوية، وتفادِي نشر الشائعات، أيضا تستطيعين أن تتطوَّعي في توصيل الطعام للبيوت التي في المناطق المحظورة.
أنا: حسنًا، سوف أُسهِم إنْ شاء الله في التقليل من سرعة انتشار هذا الفيروس، عسى ولعل ربي يبعد هذا المرض عنا.
الجد: آمين، لا تيأسِي يا ابنتي، إنَّ الله سبحانه وتعالى لا يبتلي عبدَه إلا لأخذ العظة والعبرة.
أنا: ونعم بالله.
الأم تُنَادي: هيا يا سمر، حان وقت الغداء.
أنا: حسنًا يا أمي.. وداعًا جدي سوف أذهب.
الجد: حسنا يا ابنتي.. وصلي سَلامي لأمك.
أنا: حسنًا يا جدي.
****
الأم: ماذا كُنت تفعلين؟
أنا: كُنت أتصل بجدي وجدتي، وحدَّثني كثيرًا عن هذا الفيروس، وأيضًا يسلِّم عليك.
الأم: آهاه، وعليكم السلام.. اللهم ابعد عنا هذا الوباء.
أنا: آمين.
النهاية...،
رغد بنت صالح بن سليمان الفارسية
ولاية قريات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.