امتداداتٌ صخريَّة وجبليَّة نحو البحر.. علامات بحرية للصيادين، ومقاعد وفيرة للتأمل، ولعشاق البحر والمغرمين بالطبيعة.. هي حاضنة البحر عند فورة غضبه؛ فعلى أديمها يهدأ ويسكن، وعلى صخورها الملساء تنام أمواجه العاتية، فتعود حينها إلى العمق بسكينة وهدوء، وعلى صخورها أيضًا تتماهي الأسطورة مع مشاعر الألم والفرح.. لها مُسمَّيات قديمة، تحمل دلالات لفظية ومعنوية ومكانية، وقد اجتهدتُ منذ سنوات في توثيق مسمياتها، فهي مُسطَّرة في الطبعة الثانية من كتاب "قريَّات.. ملامح من التراث الزراعي والبحري"، ابتداءً من حَصَاة العين، المتاخمة لرأس بوداود العظيم، وحتى "مكلا بر" على ضفاف فنس الرائعة الجمال.
الصُّور والمَشَاهد المُرفقة هي زيارة مسائية للشريط الساحلي، المتاخم للساحل والحاجر، بدأتها من لجري ثم اللمسة فالحمرا، وصولا للشط.. مواقع فريدة للتأمل والتمتع بالجمال.
تِلْك المواقع شكَّلت يومًا ذاكرة إنسانية قديمة، يعود تاريخها لما قبل الميلاد.. تعبق برائحة البخور وطعم الحلوى؛ حيث فنون المالد والزفة والتنجيليه، تتردَّد مُوسيقاها في لجري، فيما يزف جبل السعتري نسمات مفرح الجبال الزكية، ليسعد بها الكائنات، لتختلط مع نسيم هبوب الكوس والشمالي المنعشة في مشهد مهيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.