في هذا الخانق الجبلي رَائِع الجمال، والفج العظيم لوادي ضيقة، بظلاله ونسائمه اللطيفة، وأشجاره المورقة، يمتدُّ فلج حيل الغاف، كشريان للحياة.
في امتداده أشبه كحبلٍ سُرِّي، يلتوي بين الجبل والوادي، ليبث الخضرة والجمال في ضواحي الحيل المنتجة وبساتينها الغناء، تكثُر في مساره تقنية الوقب أو الفرض، وغراق فلاح، وهي تقنيات عُمانية بحتة، معروفة منذ القدم في فنون وهندسة بناء الأفلاج القديمة، ولها وظائف مهمة، وتحمل مسميات وحكايات، سردتُها في كُتب أصدرتها عن قريَّات.
ومنَ الطَّرائف الجميلة عند تأسيس هذا الفلج، كما يرويها كبار السن، أنَّ صخرة جبلية كبيرة اعترضتْ مسار الفلج، فعجَزَ العمالُ عن تكسيرها، فدخلهم اليأس والتعب من مواصلة العمل، فما كان من مهندس الفلج إلا أن استعانَ بفنون العمل وموسيقاها؛ فهبَّ الجميعُ في حماس وفرح وقوة، حتى تمَّت المهمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.