إذا أردت أن تفهم حضارة شعب فانظر في فنونه، فالفنون الراقية ليست لهواً كما ينظر إليها البعض، بل هي تعبير وتفكير إنساني، وعنصر مهم للبناء الحضاري.. جمعتني الصدفة على سواقي فلج الحيل، تحت ظلال أشجارها الخضراء الوارفة، بالصديق سالم بن مبارك بن مسعود العلوي، أحد شباب حيل الغاف.. هو ذاكرة حية لمسيرة أجداده في فنون التنجيليه والميدان والرزحة، كنت منبهرا بسرده وإلمامه بذاكرة وطقوس الزفة وأعرافها وتقاليدها القديمة، يحفظ قصائدها القديمة وإيقاعاتها الموسيقية العريقة، التي كانت تتسلل نغماتها العذبة في الأرجاء، في مسيرة بشرية حاشدة، من ميدان الفنون بجانب الشريعة مرورا بالقطيف وقرنها الجبلي المهيب، وتحت ظلال سدرة منجوه المعمرة. لأول مرة أعرف أن هناك مجلسا فنيا عرفيا، يتراسه أبو الفنون، كان يحاكِم فيه كل من أخل بأعراف وطقوس التنجيليه، له تقاليده المتوارثه.. كان ذلك في الزمن القديم، عندما كانت للفنون مكانة وقيمة.
دعوة للإعلام للاستفادة من هذه الموهبة الشابة، التي اهتمت بذاكرة فنوننا الجميلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.