الثقافة ومكوناتها وعناصرها هي نتيجة حتمية لتفاعل الإنسان مع الطبيعة وحركته في الكون، والحضارة هي منجزات مادية للثقافة الراقية، ومنهما معا (الثقافة والحضارة) تولد المدنية، وجميعها لها ارتباط وثيق فيما يعرف اليوم بـ"الأمن الإنساني" بأبعاده المختلفة.
الثقافة بطبيعتها روافد متجددة ومتغيرة عبر الزمن من جيل إلى آخر، وقابلة للتأثير والتأثر بفعل التواصل الإنساني، بينما الهُوية ثابتة، لكونها مرتبطة بالإنسان وتاريخه وكيانه، وبذاكرته الجماعية (زمانيا ومكانيا)، فيمكن أن تجد دولة ما تتميز بتعدد وتنوع ثقافي، ولكن هويتها واحدة لا يمكن تجزئتها.
اليوم.. هناك قلق من تأثير الإعلام الجديد (بتقنياته الحديثة) على هُوية الشعوب وثوابتهم، فأصبح الإعلام العالمي، بفعل أجنداته الخفية خطرا محدقا على الآخر، وهناك من ينادي إلى ضرورة وضع استراتيجيات مستقبلية، لما يعرف اليوم بـ"الأمن الإعلامي"، والعمل على غرس هذا التوجه في فكر الأجيال المتعاقبة.
التفكير في ايجاد أطر قانونية تعزز مكانة الهُوية وتحميها، وفق قواعد واضحة لكافة أطياف المجتمع وأفراده، أصبح مطلبًا ضروريًّا، كما من المهم أن يعي إعلامنا الوطني دوره المستقبلي في هذا الجانب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.