الخميس، 5 مايو 2022

خليفة البلوشي.. الذاكرة التي لا تموت

غيب الموت، يوم أمس، الوالد والجار النصوح خليفة بن سالم البلوشي، ذاكرة المعلاة، التي لا تموت من القلوب، عليه رحمة الله ورضوانه.. عرف بالتواضع والإخلاص في علاقته مع الآخرين، يكن لجيرانه وفاء ومحبة لا توصف، شق حياته بالجد والعمل والمثابرة، فكانت طوي "بنت رستم" خضراء يانعة.. نخيل القدمي تحني عذوقها لتقبل الأرض، شماريخها تحن إلى تلك اليد المباركة، التي رعتها وحافظت على وجودها، في زمن لم يعرف قيمتها اليوم، فهي على موعد قريب لتطرح رطبها اللذيذ. أطفال الحارة متلهفة لابتسامته الصادقة وحضور قفاشته المرحة، ليوزع عليهم تبشرة القيظ. أتذكر ذلك اليوم البهي، الذي تحلقنا فيه كأطفال تحت ظلال شريشة وبيذامة "طوي معاريس"؛ للاستماع لصوت "السنطور"، ذلك الجهاز العجيب في زمانه، الذي غير مجرى الحياة، كم كنت سعيدا بذاك الهدوء، وحنية يدك، وصفاء قلبك في يوم زيارتك قبل أيام.
برحيلك، ستفقد المعلاة أيقونة نادرة، عرفت قيمة التواصل وأهمية الاتصال في الحياة.. الحياة التي تجري بنا مسرعة -دون أن نشعر- إلى نقطة النهاية. إلى جنات الخلد يا أبا سالم العزيز، وإلى أولادك الصبر والسلوان.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.