الإنسان يعيش في هذه الحياة في تعب ونصب، لا راحة
في هذه الدنيا، قد يتصور البعض أن من يملك الثروات والجاه والشهرة مرتاحٌ باله.. لا
أبدا، فلكل شيء تكلفة.
تطلعات الناس ورغباتهم لا حدود لها، وكلما زادت
الموارد المتاحة أمامهم من ثروة أو دخل أو وقت أو صحة، زادت مُتطلباتهم وحاجاتهم؛ لهذا
فهم في حركة دائمة من البحث والتفكير، لعمارة الدنيا، وتحقيق جودة الحياة: جسديًّا،
ونفسيًّا، واجتماعيًّا، وروحيًّا.
لهذا؛ يجب على الإنسان أن يُدرك تماما أن لكل شيء
تكلفة؛ فأمام مُتطلبات الحياة التي لا تنتهي في ضوء إمكانات محدُودة، عليه أن
يختار في تحقيق تلك الرغبات والاحتياجات وفق أولوية مدروسة ومراحل مُتتالية؛ وذلك
ما يُسمِّيه عُلماء الاقتصاد والإدارة "تكلفة الفُرصة البديلة"؛ بمعنى
تحصل أو تختار على شيء ذي أهمية مُقابل التضحية بشيء آخر له أهمية أيضًا، ولكن
بمقدار أقل.
فلا يُعقل أبدًا أن تتحقق كل رغبات الفرد في يوم
وليلة؛ لهذا أتيحت أمامه في كثير من أمور الحياة الاختيار واتخاذ القرار، بما
ينفعه ويتوافق مع أحكام الدين والأخلاق والقيم الإنسانية. وما ينطبق على الفرد
ينطبق أيضًا على المُؤسسات والدول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.