بعض الأشجار تُشكل ذاكرة للإنسان والمكان.. تلك
السدرة التي تهاوى نصف أغصانها نحو اليبس والذبول، كانت ذاكرة لآلاف الأشخاص مُنذ
الخمسينيات وحتى اليوم، مُنذ كانت الدواب، ومن ثم السيارة، وسيلة التواصل والاتصال
عبر طريق قديم.
عُمرها يتجاوز المائة عام. كانت محطة استراحة
للعابرين للضفة الأخرى من وادي مجلاص بالسواقم. كان ظلها الوارف ينعش الأجساد بعد حمام
بارد من مسيل فلج قديم ينضح بجانبها، لإزالة وعثاء السفر.
لم تعُد تلك السدرة تستقبل تلك الأفواج البشرية
لتغير الظرُوف والأحوال؛ لكنها ستظل ذاكرة أبدية لأيام مضت، ولأشخاص ذهبوا، سجلت
ذكراهم في كل غصن أخضر لا يزال ينبض فيها بالحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.