هذا المساء، كُنتُ في المطبعة لأجل دفع مُستحقَّات
المطبعة نظير طباعة كتابي الأخير "التسويق الانتخابي: بوابة النجاح في
الانتخابات.. إضاءات على تجربة الانتخابات في سلطنة عُمان"، وبالمصادفة
التقيت شابًّا عُمانيًّا تظهر من ملامحه الحركة والنشاط، تجده ينتقل من جهاز إلى
آخر دُون كلل من أجل متابعة عمله، وهو عبارة عن طباعة كتب تعليمية وتربوية متنوعة.
بدأ مشرُوعه صغيرًا حتى أصبحَ ذا شأن في السوق، يُخبرني
أحد موظفي المطبعة أنَّ أعمال الطباعة المتعاقد فيها تصل إلى أكثر من ثلاثمائة ألف
ريال عُماني في المرة الواحدة.
المُهم.. دار حديث بيني وهذا الشاب، بعد أن أهديتُه
نسخة من كتابي، وسمعتُ منه حديثًا أشعرني بالسعادة. فقد ذكر لي أنَّ أحد أقاربه -وآخرين
من جماعته- مُرشَّحون للانتخابات، لكنه قرر عدم التصويت لأي أحد منهم. سألته:
لماذا؟ قال لي: لأنهم ليسوا بتلك الكفاءة مقارنة بآخرين لهم خبرتهم العلمية
والعملية والحياتية أيضًا.
قال:
سأصوت لـ.....، وهو لا تربُطني به أي صلة قرابة ولا صداقة، إلا علاقة المُواطنة
وحب الوطن، سألته: لماذا اخترت هذا؟ قال: لأنَّني أرى فيه الكفاءة والقُدرة على
تقديم ما يفيد لخدمة الوطن، ومن خلال تجربته السابقة أيضًا كان على تواصل مع
الناخبين، لم يقطع الاتصال بهم بعد فوزه، وكان يلتقي بهم بين الحين والآخر، ويُشركهم
في المشورة والرأي فيما يهم الكثير من القضايا، ويضعهم في الصورة عن جميع مُنجزاته
طوال وجوده في عضوية المجلس؛ حيث لم ينتظر فترة الانتخابات ليسوق لنفسه. قال أيضا:
نحن بحاجة إلى أعضاء لديهم القُدرة على الحُوار والمناقشة بواقعية وروح وطنية. مُقترحا
أن تتولى لجنة يُشكلها الأهالي في كل ولاية، من أهل الخبرة والثقة والعلم، تتولى
تقييم أو تقويم الراغبين في الترشح للانتخابات؛ بحيث يتنافس في الانتخابات
الأكفاء. قلت له: هي عملية تراكمية، تنضُج مع نُضُوج الفكر، وتعدُّد المُمارسة مع
الزمن. قال: هذا ما نتطلَّع إليه نحن الشباب. تركتُه والابتسامة على مُحيَّاه، ليُكْمِل
مشوار عمله، مُحدِّثا نفسي بعد المناقشة: بأن مشوار التجربة يسير في المسار الصحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.