يُشكِّل هذا المكان مُتنفسًا للبحر في فترةِ مدِّه
وجزره، يُسمَّى لدينا بالخور، وهو أيضًا مجرى لمياه الأودية؛ حيث تلتقي فيه المياه
العذبة بالمياه المالحة في مواسم الأمطار والسيول، التي ينتظرها الجميع بشوق
ومحبة، ويستقطب هذا المكان أيضًا حياة فطرية نادرة كالطيور الجميلة، ويختزن الكثير
من الكائنات البحُرية الدقيقة، لا يعرف قيمتها إلا المختصون في البيئة.
المَكان ليس كعادته الطبيعية؛ حيث تطفو عليه طحالب
وأعشاب وعوالق بحُرية خضراء، تُسمى شبا، لها رائحة غير طبيعية في المساء، وهُناك
من يفسِّر هذا الأمر بسبب فصل المجري إلى قسمين، وردم جزء منه للطريق الترابي
المؤدي للضفة الأخرى للخور؛ مما أعاق حركة المياه عند الجزر والمد.
سُبحان الله.. دائمًا البيئة لها طبيعة خاصة تكوَّنت
مُنذ آلاف السنين، وإذا ما تدخلت يد الإنسان في تغيير مسارها أو مُكوناتها، فإنَّ
العاقبة تكُون وخيمة على الجميع؛ لهذا فإن الأمر يحتاج إلى دراسة وإعادة نظر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.