الأربعاء، 10 فبراير 2016

التغيير والتطوير

الإنسانية تمرُّ اليوم بمرحلة متغيرة ومتسارعة في شتى مجالات الحياة؛ فالتغيير والتطوير والتجديد خيارات إستراتيجية يجب التعامل معها لتحقيق الميزة التنافسية، ومواجهة إعصار العولمة وتحدياتها، التي ألغتْ حُدود المكان وقيود الحركة والاتصال.
والتغيير في حقيقته سُنَّة إلهية، كتغير الليل والنهار وتعاقُب الدهور وتداول الأيام، ولم يعُد التجديد والتغيير والتطوير ترفًا فكريًّا؛ فقد فَطَر الله الإنسان على حب التغيير، فليس هُناك ما هو دائم إلا وجه الله تعالى.
كَمَا أنَّ التغيير والإصلاح والتطوير الإيجابي لا يعني أن نبدأ من الصفر، وننسف كل ما أنجزه السابقون؛ فالتغيير سُنة كونية مُتجددة، وهو عملية تراكمية تكاملية مُتواصلة بين البشر، ومُستمرة في الوُجُود لا تتوقف أبدا، وتلك حكمة أرادها الله من أجل استمرارية إنجازات الحياة.
لهذا؛ يَجِب على الأجيال المُتعاقبة احترامُ إنجازات من سبقهم، وأن يعملوا على تطويرها وتكملة المشوار، وفق نظم وسلوكيات وقيم وأخلاق واتجاهات مؤسسية وشخصية تَرْقَى بالمنجز الحضاري للمُجتمع الذي يعيشون فيه.
فهَدَف التغيير ليس تغييبَ الآخر وتهميشَ مُنجزاته الفكرية والمادية، وإنما التغيير بهدف تحقيق التميز في الفكر والأداء، والارتقاء بالمُنجزات والمُحافظة عليها، والعمل الصادق المبني على العلم والمعرفة والصبر، وبما يتواكب مع ظرُوف العصر ومُتطلبات الناس وواقعهم واحتياجاتهم الحالية والمُستقبلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.