استمعتُ، مُؤخرا، إلى حديث مُسجَّل للرياضي
العُماني علي الحبسي، المحترِف رياضيًّا في أحد الأندية الأوروبية في المملكة
المتحدة؛ حيث أكد على أهمية سلوك الفرد لكي يفرض احترامه لدى الآخرين، وقد أشار
إلى احترام إدارة النادي الذي يلعب فيه لثقافته الإسلامية؛ ممَّا دعا إلى توفير
غرف خاصة له للصلاة واحترام توقيتها، بل استطاع من خلال سلوكه أن يؤثر على توجه
كان اعتادته الإدارة في تقديم منتج لا يتفق مع ثقافته الإسلامية، كجائزة للاحتفال
بأحسن لاعب في المباراة، وتمَّ استبدالها بجائزة أخرى وأصبحت عُرفًا جديدا لديهم.
يا تُرى، لماذا إدارة النادي تتعامل وتحترم
الخصوصية الثقافية لهذا اللاعب، بهذا التوجُّه الحضاري؟ يُمكنها أن تفرض قراراتها
عليه، ولكن ذلك هو علم وفن الإدارة المُعاصرة ورُقيها؛ فقد أدركتْ تلك الإدارة أنَّ
هُناك علاقات إنسانية يجب مراعاتها لإدارة رأسمالها البشري، أو رأسمالها الفكري،
وهي قبل كل شيء ثقافة وقيم مؤسسية.
لهذا؛ تسمع لهذا اللاعب وهو يتحدث أن هُناك سعادة
غامرة في نفسه، وولاءً غريبًا لناديه، وحبًّا شديدًا لمدربه. فإذا ما أرادت أي
مُؤسسة تحقيق أهدافها، فعليها أن تغرف من فكر قياداتها أنواعا من الحوافز
والدافعية إلى مخزون أفرادها وفق حاجاتهم، وبما يحقق راحتهم وسعادتهم، ومن ثمَّ سوف
تضمن الولاء والتفاني والإبداع للمُؤسسة، وهذا ما فعله علي الحبسي لناديه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.