مِن عادات أيام القيظ أيَّام زمان هو استقبال أصحاب
المزارع (الحضور) سُكان القرى الساحلية؛ حيث يقيمون طوال موسم القيظ في ضيافتهم في
جو اجتماعي يسوده التعاوُن والتكامل.
فأهل الساحل خلال هذه الفترة في ذلك الزمان تعتبر
بالنسبة لهم فترة راحة؛ نظرا لقلة الأسماك وارتفاع حرارة الجو.
لهذا، ومع بداية موسم القيظ، وبالتحديد بعد عملية
التحدير وشراطة النخيل، تزدهر في الحقول الزراعية ما يُسمى بموسم "زفانة
الدعون"، وهي عملية فنية صناعية، يستغل فيها خوص النخيل اليابسة، لصناعة بساط
يسمى الدعن.
للدعن استخدامات عديدة؛ فمنها تبنى البيوت الخوصية
كالخيمة والعريش والكرجين والعرشة والسجم، وتفرش كذلك في المساطيح.. وغيرها من
الاستخدامات.
عادةً، تزفن الدعون بحبال مصنُوعة من ليف النخيل،
ولها مقاسات وأشكال جميلة، ولا يتقن صناعتها إلا الماهر؛ حيث تجد جماعات تنتقل من
مزرع إلى آخر، في جو تعاوُني بين سُكان القرى الزراعية، ولها ترانيم وأناشيد صوتية
جميلة.
ما زالت هذه العادة موجودة، إلا أنها أخذت مكانة
أخرى في منظومة العلاقات الاجتماعية بين الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.