هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
الثلاثاء، 31 مايو 2022
وفقه الله
التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لها وقع وطني وإنساني.
كونجرس الصحفيين 31
الإعلامُ العُماني أحد مُنجزات عهد النهضة المُباركة، رُسمت له سياسات وتوجهات رصينة؛ تؤكد العمق الحضاري الذي يلعبه في مسيرة التنمية الإنسانية في عُمان.
فهو يحرص على أهمية زرع مبادئ المحبة والسلام بين أفراد المُجتمع محليًّا وعالميًّا، ويرسم صُورة ذهنية جميلة وإيجابية ومشرقة ومُحفِّزة في عقل ووجدان الأمة بلا غلو أو شطط أو تزييف، ويُسهم دومًا في غرس القيم العُمانية، وتعزيز اللحمة الوطنية، والتعريف بمنجزها الحضاري، إضافة لدوره التنويري والترفيهي والتثقيفي بقدر من الحكمة والاتزان.
لم يُقحم نفسه يومًا في حَلبات الصراعات المجهُولة وشطحاتها الأيديولوجية والفكرية المقيتة؛ فهو يسير بوتيرة هادئة في تقديم كل خبر ومعلومة، بصياغة حرفية وإدارة واعية، تتسم دوما بالحيادية والواقعية، ويخاطب الجميع بالحب والاحترام والسلام.
تحية لجمعية الصحفيين العُمانية، بمناسبة استضافة سلطنة عُمان للمؤتمر العام لاجتماعات الاتحاد الدولي للصحفيين، فمثل هذه المؤتمرات لها دور مهم فيما يعرف اليوم بـ"التسويق الجغرافي".
الاثنين، 30 مايو 2022
وجهة نظر
منذ سنوات، وضعت هيئة البيئة الموقرة لائحة إرشادية في موقع طبيعي، يقع بجانب الشارع المؤدي إلى حيل الغاف، تنبه بعدم ممارسة أي نشاط يهدد مفردات الحياة الفطرية (الحيوانات، والطيور البرية، والأشجار)، وذلك ضمن اهتمامها بالبيئة الطبيعية، والمحافظة على مكوناتها وتنوعها.
اليوم.. هناك أعمال متواصلة لجرف التربة من ذلك الموقع الطبيعي، وأصبح وضع تلك الأشجار قابلة للسقوط، بعد جرف التربة من محيطها الجذري.
لهذا؛ أناشد المخلصين، والجهات المعنية بضرورة النظر في هذا الموضوع، واتخاذ ما يلزم في هذا الشأن، حفاظا على قيمة المكان ومكوناته الطبيعية، كما تشير إليه لوحة هيئة البيئة.
الثلاثاء، 24 مايو 2022
تأملات
الثقافة ومكوناتها وعناصرها هي نتيجة حتمية لتفاعل الإنسان مع الطبيعة وحركته في الكون، والحضارة هي منجزات مادية للثقافة الراقية، ومنهما معا (الثقافة والحضارة) تولد المدنية، وجميعها لها ارتباط وثيق فيما يعرف اليوم بـ"الأمن الإنساني" بأبعاده المختلفة.
الثقافة بطبيعتها روافد متجددة ومتغيرة عبر الزمن من جيل إلى آخر، وقابلة للتأثير والتأثر بفعل التواصل الإنساني، بينما الهُوية ثابتة، لكونها مرتبطة بالإنسان وتاريخه وكيانه، وبذاكرته الجماعية (زمانيا ومكانيا)، فيمكن أن تجد دولة ما تتميز بتعدد وتنوع ثقافي، ولكن هويتها واحدة لا يمكن تجزئتها.
اليوم.. هناك قلق من تأثير الإعلام الجديد (بتقنياته الحديثة) على هُوية الشعوب وثوابتهم، فأصبح الإعلام العالمي، بفعل أجنداته الخفية خطرا محدقا على الآخر، وهناك من ينادي إلى ضرورة وضع استراتيجيات مستقبلية، لما يعرف اليوم بـ"الأمن الإعلامي"، والعمل على غرس هذا التوجه في فكر الأجيال المتعاقبة.
التفكير في ايجاد أطر قانونية تعزز مكانة الهُوية وتحميها، وفق قواعد واضحة لكافة أطياف المجتمع وأفراده، أصبح مطلبًا ضروريًّا، كما من المهم أن يعي إعلامنا الوطني دوره المستقبلي في هذا الجانب.
الاثنين، 23 مايو 2022
الأربعاء، 18 مايو 2022
من تراثنا الزراعي
قدمي؛ في مرحلتي: الخلال، ثم البسر والرطب.. نخلة مباركة، كان لها شأن في تراثنا الزراعي، وهي أول ما يتبشر برطبها في قريات، خاصة تلك القرى الواقعة على الشريط الساحلي.
قلع سرور
في هذا الوادي السحيق على مسار وادي ضيقة العظيم، تتجلى هذه الجنادل الصخرية في مشهد مهيب، كأنها نابتة من عمق الأرض.. هذه الصخور بتشكيلاتها البديعة لها أهمية أثرية وتاريخية، كانت مأوى لكائنات الأرض والسماء، واستراحة مهمة للعابرين لطريق "النجمية" و "التقروبة".. كانت يوما تعج بالحركة والنشاط، تزينها تلك القوافل التجارية، المحملة بخيرات الأرض والبحر.
الثلاثاء، 17 مايو 2022
استشعار نعم الله
"أحسِنوا جِوارَ نِعَمِ اللهِ جلَّ وعَلا، لا تُنَفِّروها؛ فإنَّه قَلَّما زالتْ عن قَومٍ فعادَتْ إليهم"
الاثنين، 16 مايو 2022
النموُّ الأخضر
النموُّ الأخضر أَحَد الأهداف العالميَّة للتنمية المستدامة 2030، التي أكَّدت عليها منظمة الأمم المتحدة ضمن مجموعة من الأهداف التنموية، والتي تسعى الدول لتحقيقها في العام 2030، ضمن إستراتيجياتها وخططها التنموية.
لقد بَرَز مصطلح "النمو الأخضر" كثيرا هذه الأيام، بعد أن اكتوَى العالم -خاصة الدول الصناعية- من تأثيرات العمليات الصناعية والاقتصادية على البيئة، والتغيُّرات المناخية، وتوفير الأمن الغذائي؛ كون التنمية قائمة أساسا على الإنسان وحسن استثماره لخيرات البيئة التي يعيش فيها، والحفاظ على النظام الأيكولوجي واستدامته؛ فهناك علاقة مُهمَّة بين التنمية الإنسانية المستدامة ومكونات وعناصر البيئة.
هناك أيضًا مصطلح "التسويق الأخضر" والذي أصبح متداولا في الأوساط التجارية والاقتصادية، كمصطلح تسويقي؛ حيث يلزم تقديم منتجات صحية ونظيفة، مطابقة للمواصفات والمقاييس، وتحترم القيم البيئية والمسؤولية الاجتماعية، وتحافظ على كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتساعد المستهلك على اتخاذ قرارات شرائية رشيدة، بعيدا عن الاستغلال والغش والخداع والتأثيرات البيئية السلبية.
النموُّ الأخضر في السلطنة كانَ مُرتكزًا مُهمًّا للتنمية الإنسانية في مختلف خططها التنموية، وهو اليوم أحد المحاور المهمة في رؤية "عُمان 2040" (بيئة عناصرها مستدامة).. ولتحقيق هذا التوجه، نحن بحاجة لتكامل مُؤسِّسي ومجتمعي بين كافة شركاء التنمية الإنسانية في عُمان، وقبل أنْ يكون سلوكًا اقتصاديًّا رشيدًا للشركات الصناعية، من المهم جدًّا أيضا أن تغرس مثل هذه المفاهيم والقيم في نفوس النشء، من خلال توجهات الإعلام، ومساقات التعليم في مراحله المختلفة.
الأحد، 15 مايو 2022
حصاة السفافير.. ذاكرة مكان وإنسان
هذا المساء، كانتْ لي رحلة راجلة في الذاكرة، تتبعت فيها أحد الطرق التراثية القديمة، الذي عبره الأجداد.. مساره على حواف من الهضاب الصخرية، وبين منخفضات مجاري السيول، تحفه بعض الجلاميد الضخمة، والصخور الارتكازية الجميلة، ذات الأشكال والألوان التي تسحر الألباب.
كان مسارا إستراتيجيا في حقب زمنية غابرة، تسلكه قوافل "السفافير" القادمة من وادي دماء والطائيين وشرقية عُمان، مرورًا بمسار وادي ضيقة، والمزارع، وحيل السلم، فحيل الغاف، ثم دغمر، أو سوق قُريَّات.
تنوخ تلك القوافل؛ المحملة بخيرات الأرض، وصناعة يد الإنسان، تحت ظلال "حصاة السفافير" للراحة والاستجمام، بعد نصب ووصب تجلدوه في رحلتهم وسفرهم، عبر ذلك الطريق الوعر بمقاييس ذلك الزمان. وقبل أن تفرغ بضاعتهم المحملة على ظهر الدواب في سوق حيل الغاف القديم -ثاني أكبر الأسواق في قُريَّات- بعد سوق قُريَّات المركزي القديم.. منتجاتٌ متنوعة تحملها تلك القوافل؛ من بينها: ثمار الفاكهة كالسفرجل، والبوعنوق، والنارنج، والبصل الأبيض، إضافة إلى نوع من التمور المجففة من تمر النغال، تسمى: "سح مسحح" أو "قحف"، كانت تشكه النساء في خيوط بديعة، بطريقة فنية وإبداعية جذابة، فيرتديه الأطفال في أعناقهم وعلى صدورهم، فيفتكون منه الواحدة تلو الأخرى، في جو من الفرح والبهجة والسرور.
بدأتْ رحلتنا من أمام بيت البرج، أحد البيوت القديمة في حيل الغاف، له ذاكرة حافلة بالمجد العظيم، كانت بساتين اللولية "الأولية" تحفنا بخضرتها اليانعة ونسيمها العليل، فيما الطيور و"صراريخ القيظ" تطربنا بتغريداتها وصفيرها، كأنها تعزف ألحان الطبيعة وأنغام الحياة.
مررنا بآثار تركبة الأولية، ومصاطيح الفاغور؛ فهناك كانت تطبخ بسور "المبسلي"، ذاكرة حيل الغاف الزراعية والاقتصادية.
ولكم كان يوم "التبسيل" يوم فرح وعيد للرجال والنساء والأطفال، يخلق فرص عمل وفيرة للجميع، وهو أيضا ملتقى ثقافي واجتماعي واقتصادي شهير، يشهده طائفة من الناس في جو اجتماعي وتعاوني وإنساني، قل نظيره اليوم.
وصلنا حصاة "السفافير" مع حلول المساء، كان مشهدا مهيبا، هناك ذاكرة مكان وإنسان، ثمة حمير أيضا متناثرة على تلك الهضاب، استقبلتنا بشحيجها أو نهيقها، كأنها مشتاقة للعمل، وتعيد ذاكرتها ومسارها القديم، هي اليوم تعيش راحة رغيدة في جماعات، بلا عناء أو مشقة.
وحصاة السفافير.. عبارة عن كتلة صخرية ضخمة، مرتكزة ومنتصبة بشموخ وكبرياء، على جانب ذلك المسار الأثري القديم، مدهشة في تكوينها ولونها وجمالها الطبيعي، عوامل التجوية والنحت كونت منها لوحة طبيعية تأسر القلوب وتريح الأبصار.
ولمن لا يعرف، فمصطلح "السفافير" كان يطلق على القادمين من الفيافي والجبال والحيول، لتصريف منتجاتهم في الأسواق. وكلمة "السفافير" قد تكون مشتقة من السفر والترحال، وهناك أيضا على جانب السوق القديم في قُريَّات أشجار كثيفة من الغاف، تسمى "غاف السفافير". وكان "السفافير" بعد تفريغ بضاعتهم في سوق حيل الغاف وتسويقها وبيعها، يتجهون إلى ساحل دغمر، عبر طريق "الفج" أو عقبة "النجمية" فيتبضعون الأسماك الطازجة، فيحملونها على حميرهم مشوية أو مدخنة أو مملحة، وفي طريق العودة ينوخون مرة أخرى عند حصاة السفافير لتوديعها، ثم يعبرون مسارهم إلى بلدانهم بأرزاقهم، وكلهم شوق إلى أحبابهم، محملين بما لذ وطاب من أصناف الطعام، وأجمل الصوغات.
دعوة للشباب هواة المشي وتسلق الجبال، ومحبي التأمل والتفكر والتدبر، وكذلك للجيومورفولفوجيين والجيولوجيين، الاهتمام بمثل هذه المسالك والطرق الأثرية القديمة، فهي تختزن ذاكرة مكانية وإنسانية مهمة من تراثنا الطبيعي والثقافي، بتنوعه وتجلياته المشرقة.
كتبه/ صالح بن سليمان الفارسي.
السبت، 14 مايو 2022
نعمة جُلّى
خِدمة الكهرباء تُغطِّي كافة قرى ومدن عُمان، دُون توقف على مدار الساعة، حتى المساكن في قمم الجبال وبطون الأودية تحظى بهذه الخدمة، على الرغم من وعورة التضاريس وتباعد التجماعات السكانية.. لا مقارنة أبدا بين الأمس واليوم.
في هذا الصيف الحارِق، تذكَّروا أن هُناك من يعمل من أجل أن ينعم الجميع بهذه الخدمة الحيوية دُون انقطاع.. فلهم جزيل الشكر والامتنان.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)