اختُتمت مساء أمس فعاليات مهرجان المسرح الخليجي،
وبشهادة المُشاركين في المهرجان من مُختلف دُول الخليج العربي والدول العربية نجحت
السلطنة في تنظيم المهرجان بالصورة التي تُشرف الجميع.
إلا أن هُناك العديد من الأسئلة التي يتداولها
الوسط الثقافي بالسلطنة عن أسباب تراجُع النشاط المسرحي في السلطنة، وعدم تحقيق أي
جائزة ضمن جوائز المهرجان، على الرغم من إقامته على أرض السلطنة، حيث جدير بالقائمين
على المسرح العُماني الاستعداد لهكذا مسابقة بصُورة تليق بمكانة المسرح العُماني، الذي
له تاريخ حافل بالإنجازات مُنذ سنوات طويلة.
الأمر الذي يستدعي إجراء مُراجعة شاملة حول أسباب
هذا التراجع، وفي اعتقادي أن ضعف الدعم المقدم للفرق المسرحية، وغياب هذا النشاط
في كثير من الأندية، وعدم وُجُود البيئة المناسبة لتفعيل هذا النشاط في المدارس
سببٌ رئيسي في المشهد المترهل للمسرح على مُستوى السلطنة.
قبل إنشاء وزارة الشؤون الرياضية كانت هُناك
مديرية متخصصة للثقافة والنشاط الاجتماعي ضمن تقسيماتها الإدارية، وقد لعبت تلك
المديرية دورًا مهما في تفعيل الجانب المسرحي، إلا أن هذا الدور أصبح مفقودا بعد
نقل تبعية هذه المديرية إلى وزارة التراث والثقافة، فكما نعلم أن الأندية هي تحت
إشراف وزارة الشؤون الرياضية، وعليها مسؤولية مُباشرة في دعم أنشطة الشباب.
من جانب آخر، نعلم أهمية تفعيل هذا النشاط من خلال
المدارس، إلا أن ضعف هذا النشاط في المدارس بسبب عدم وُجُود البيئة المادية
المشجعة لهذا النشاط في كثير من المدارس جعل من الاهتمام بالمسرح ضعيفًا.
جمعية المسرحيين العُمانية أيضًا عليها مسؤُولية
كبيرة، وعليها أن تراجع سياساتها، وعلى مجلس إدارتها وضع آليات جديدة للارتقاء بالمسرح
الجاد القائم على أصول علمية ومعرفية، وعليهم أيضًا التعاوُن والتكاتف بدلًا من
الاختلافات الجانبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.