الجمعة، 22 أبريل 2016

المنجور

آلة خشبية لرفع المياه من الآبار العميقة، اخترعها الإنسان العُماني القديم، تُسمى المنجور. الحاجة دائما أم الاختراع. عندما وقفت السبل في الحُصُول على المياه لعدم توفر الأنهار في عُمان، فكر الإنسان العُماني فأوجد قنوات الأفلاج وحفر الآبار، فهي حقا معجزة إنسانية مقياسا بإمكانيات وتقنيات ذلك العصر، هكذا هم العُمانيون دوما، صناع حضارة.
المنجور تقنية معقدة، وله مكملات من الأدوات الخشبية والحبال والدلو، ولا يكتمل عمل المنجور إلا بوُجُود حيوان الثور، الذي يتولى تدويره سيرة وجية في منخفض في الأرض على شكل أخدود مائل يسمى الخب.
وللمنجور بالإضافة إلى مهمته في رفع المياه له صوت موسيقي تطرب له الآذان والقلوب، ويستأنس بصوته الإنسان وفي نفس الوقت يسلي الثور على تحمل مشاق جر الدلو من عمق البئر.
المنجور والأدوات الأخرى المكملة له تُسمى جميعًا بالزاجرة، وقد سميت بذلك حسب تمعني لدلالات هذه الكلمة من حيث شقها العملي فقد يكُون اشتقاقا من كلمة زجر أي زجر الثور على مواصلة العمل، وهي وسيلة مُهمة تصاحبها كلمات مغناة على نغم دوران المنجور، يمدح فيها المزارع الثور ويطبطب على رقبته بحنية تجعله يتحمل تلك المشاق الكبيرة في رفع دلو ضخم مملوء بالمياه، ليدفقه في بركة عميقة ومنها إلى الغميلة والحوض ومن ثم في ساقية ترابية تُسمى العامد لها فتحات جانبية تُسمى الصوار، لتروي الجلب المزروعة بقدر محدد من المياه.
لقد أدرك الإنسان العُماني مُنذ القدم أهمية المياه، ولهذا كان متبصرا في استخدامها والمُحافظة عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.