الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

بلل




الكثير مِنَّا زار أو قرأ أو سمع عن "مقابر بات" الأثرية في ولاية عبري، وكذلك عن أبراج كبيكب المبهرة في قمم جبال بني جابر في ولاية صور. تلك التقنية والأبراج الصخرية نفسها موجودة أيضًا في ولاية قُريات، القريبة من مدينة مسقط العامرة.
هُناك مجمُوعة من الأبراج الصخرية بُنيت مُنذ قديم الزمان على قمة جبل ممتد، وتشرف على واد عميق، يزيد عددها لأكثر من خمسة أبراج، على مسافات متقاربة.
هي قريبة من بلل، وما أدراك ما بلل! بلدة زراعية لها تاريخ موغل في القدم، وهي اليوم حديقة طبيعية تكسوها الأشجار الخضراء المعمرة.
تلك الأبراج في تقديري يعود تاريخها لما قبل الإسلام، وقد تعددت الأقوال في استخدامها؛ فمنهم من يسميها قبور جهال يحجر فيها المرضى والمُتقدمين في العمر، ومنهم من يسميها سيبة بهدف التحصن والمراقبة، وللمخيلة الشعبية حكايات عديدة نسجتها حول هذا الموقع.
لم يُستخدم في بناء هذه الأبراج الطين أو الصاروج، وإنما بنيت بالصخور فقط، فتجد كل صخرة تمسك الأخرى؛ وقد صُفَّت بطريقة فنية بديعة ورائعة التصميم والجمال، ولتلك الصخور مقاسات وملمَس مُحدَّد لكل برج، وهي مُختلفة الألوان من برج لآخر.
الكثيرُ من هذه الأبراج حجارتها متساقطة، وتم نقل بعضها لاستخدامات البناء، إلا أن معالمها باقية بارتفاعات مُختلفة، ويقدر ارتفاعها قبل تهدمها بما بين 3 و4 أمتار، وهي على شكل دائري يقدر قطرها ما بين 3 و4 أمتار أيضا.
الوُصُول إلى تلك الأبراج يحتاج إلى لياقة؛ حيث يتطلب نزول وادٍ عميق، وعبور تلال صخرية مكتسية بالشكاع والسمر، إضافة لصعود تلال صخرية وعرة، ويفضل زيارتها في وقت اعتدال الجو.
المُحافظة على هذه الأبراج وترميمها، وتطوير البيئة المحيطة بها، مطلب مُهم جدا؛ فهي وجهة سياحية؛ لما تختزنه من تراث طبيعي غاية في الجمال والروعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.