العاقِل في خِضَم هذه التناقضات التي تبثها وسائل
الإعلام المُختلفة، والتي لا تخلو أيضًا من السموم، عليه أن لا يشتغل بالقيل
والقال أو يجاري الجهلاء، والتدخل في شؤون الناس والتشكيك في تصرفاتهم وشؤونهم
الخاصة، والتشهير بعيوبهم ومثالبهم، مجرد أنه سمع أو قرأ من هنا وهُناك، دُون أن
يتأكد ويسمع للأطراف كلها، أو تؤكده جهة مسؤُولة.
فترك ذلك فيه حفظٌ لحُقُوق وكرامة الناس والمُجتمع
أيضا، ولا شك أن التنظيمات المؤسسية والإنسانية في ظل حراك وتدافع الناس، يُظهر
بين الحين والآخر وُجُود بعض الصراعات والاختلافات، وهو أمرٌ محمُود طالما يكُون
ذلك الخلاف ضمن ما يُسمى في علم الإدارة الخلاف الخلاق؛ لأن ذلك مدعاة للتجديد
والتطوير والتغيير للأفضل.
أمَّا إذا تحول هذا الصراع إلى خلاف وصراع هدام أو
من أجل تصفية حسابات، أو قام على غير بصيرة من الأمر، ودون منهجية وموضُوعية
وعقلانية في طرح المعلُومات والآراء، هنا تكمن المشكلة والخطورة في إدارة هذا
الصراع. خَاصَّة إذا كان هذا الخلاف بين الأفراد لأنه عادة ما يقوم على العداء
الشخصي والدهاء المتخف، والتحكم فيه وإدارته والتعامل معه يحتاج إلى حكمة وبصيرة.
فالصراع هو في المقام الأول مسألة تنظيمية، وإذا
لم يُنْتَبه إليه وإدارته بطريقة صحيحة، ستكون نتائجه وخيمة ومُدمِّرة على الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.