في أواخر الثمانينيات من القرن المنصرم، وبأكثر من
ربع قرن، شاركتُ مع نخبة من شباب السلطنة في معسكر شبابي في مدينة مسقط، كان مقر
المعسكر في سكن طلاب مدرسة جابر بن زيد الثانوية في الوطية.
كَان حينها الداخل في المعسكر كأنه في تدريب
عسكري، أنشطة متنوعة محسوبة بمبدأ الضبط والربط، وبالساعة والدقيقة. كنا نصحو قبل
الفجر ليبدأ النشاط: تنظيف وترتيب الغرف، تفتيش، طابور الصباح، نشاط رياضي، أنشطة
متنوعة وفق موهبة كل فرد، مناوبة وحراسة ليلية للمعسكر.
أذكُر، مرَّ وزير التربية والتعليم لتفقد المعسكر،
فتم منعه من الدُخُول، بحجة أنَّ ذلك الوقت هو مراسم تنزيل العلم مع بداية المساء.
طبعًا ذلك لعدم معرفتنا به حينها؛ فقد كان في سيارته الخاصة، فرجع فأتى في فترة
أخرى من ذلك المساء، توقعنا غضبه وزعله، ولكن كانت الابتسامة على محياه لتطبيقنا
نظام المعسكر.
المُهم، من بين برامج المعسكر: الخدمة الميدانية،
ووقع الاختيار حينها على إنشاء مُتنزه في دارسيت بالتعاوُن مع البلدية، فكُنا كل
يوم من بعد الإفطار نكُون على أرض الميدان نسوي الأرض، ونزرع الشجر والزهر، فكم من
شجرة في هذا المتنزه كانت في ذلك الوقت نبتة صغيرة.
اليوم، زُرت المكان بعد زمن طويل، فوقفتُ أمام
شجرة شاركت في غرسها؛ وغصنها قد أصبح يعانق السماء، فوجدت طفلا يلهو في ظلها
الوارف الممتد، فشعرتُ بفرحة الزيارة واللقاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.