هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
الاثنين، 31 أكتوبر 2016
الخميس، 27 أكتوبر 2016
مرحبًا بكم في عُمان
هذا المساء الشتوي الرائع في مسقط، جمعتنا اليوم
حديقة جامع السلطان قابُوس الأكبر -صدفة- بشخصيات من موريتانيا والبحرين والكويت،
جميعهم أجمع على حُبهم لعُمان، وإعجابهم بجمال ونظافة مدينة مسقط.
جميعُهم يزورون السلطنة لأول مرة، وقد لفت
انتباههم رقي تعامل الإنسان العُماني وروح التسامح مع الآخر. الأخ من الكويت كان
معجبا بمكتبة الجامع وبشاطئ القرم ونظافته، وكان معجبا بالصخرة الواقعة بالقرب من
فندق كراون بلازا (الخليج سابقا)، وشبه تلك الصخرة في عرض البحر بصخرة الروشة
ببيروت، واقترح استثمارها سياحيا، وسيذهب غدا إلى نزوى للتعرف على تاريخها وتذوق
الحلوى العُمانية.
الأخوة من البحرين ارتاحُوا كثيرا لمعالم الجبل
الأخضر، فيما كان للموريتانيين إعجاب بتصاميم الجامع، ومعالم مسقط الطبيعية
والتاريخية والحضارية.
مشهد من حياة القرية
مياه منعشة تنساب في هدوء
خُضرة داكنة تملأ المكان
العصافير في بهجة بعد يوم عمل
أَرِيج الزهر يفوح في كل جانب
زنَابير الماء بألوانها الزاهية تفرد جناحيها على
الساقية
الشياه تعود إلى حضن راعيها بعد ساعات قضتها في
المرعى
الرِّيح تسفي المكان بنسمات باردة
النساء يحملن المواعين إلى ساقية الفلج
الحِمَار يحمل شلة من القت على جنبيه
البيدار يعود من حقله وعلى كتفه حبل طلوع النخل
الأم تلاقي طفلها بعد سويعات لعب ومرح
قرص الشمس يعلن حلول المساء
الشمس تتوارى رويدا رويدا خلف الجبال
الأم تعجن الطحين؛ وتشعل النار تحت الحديدة
تنثر العجين بأناملها الناعمة على الطوبج بشكل
دائري
تغمس أصابعها في ملة الماء لتبريدها
تنثر ذرات من الماء على الحديدة الملتهبة
تتطاير ذرات الماء على شكل فقاعات متبخرة
يجلس الطفل في حضن أمه مبتسما لتلقمه خبز الرخال
يعمُّ القرية سكون الليل؛ لتبدأ حكاية المساء
الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016
"تنفيذ"
ما يُميِّز برنامج "تنفيذ"؛ المهتم
بالتنويع الاقتصادي في البلاد، هو مُشاركة كافة شركاء التنمية -حُكُومة، قطاعا خاصا،
قطاعا أهليا- في هذا المشرُوع الوطني.
وشرح مُعطيات وتوجهات ونتائج هذا البرنامج للرأي
العام بطريقة مدروسة، سيُسهم في تعزيز ودعم المُجتمع لتلك التوجهات والخُطط، وهذا
ما نأمل التركيز عليه من قبل الإعلام المحلي في المُستقبل.
الاثنين، 24 أكتوبر 2016
دور القطاع الخاص والأهلي
القطاع الخاص والقطاع الأهلي شريكان أساسيان في
التنمية بجانب الحُكُومة، وهذا ما أكد عليه قائد البلاد المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه-
مع بداية النهضة المُباركة.
لَقَد حان الوقت أن يتحملا التجديف بالسفينة
الإنتاجية، والمساهمة بكفاءة وفاعلية في رفد الاقتصاد الوطني ونجاح برامج التنمية.
السبت، 22 أكتوبر 2016
الجمعة، 21 أكتوبر 2016
الأحد، 16 أكتوبر 2016
السبت، 15 أكتوبر 2016
التعامل مع الإعلام الخارجي
الإعلام العالمي في ظل الأجندة التي تديره،
والقائم على مصالح عامة وخاصة، لا تتوقع أن يكُون يوما محايدا؛ فهو إعلام يقوم على
تحقيق مصالح آنية حتى وإن أدى بتوجهاته تلك إلى تحطيم وتشويه واقع معاش.
من المُهم جدا تمحيص وتحليل ما يكتب وينشر في
مُختلف وسائل الإعلام؛ بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، التي للأسف أصبحت وسيلة
لإدارة الفتن وتشويه الواقع حتى وإن كان جميلا.
لا ينبغي الهرولة مع كل مقالة أو خبر حُرِّر على
رأي شخصي، وتم إملاؤه من قبل جهة معينة؛ لأن ذلك يمثل وجهة نظر مشوهة أريد بها
تمرير فكرة معينة؛ سعيا لتحويله إلى سلوك، يستهدف تحقيق مآرب قد تكُون مدسوسة.
زَمان، كانتْ وسائل الإعلام العالمية محل ثقة لدى
الكثير في معرفة أحداث العالم والقصص الإخبارية، لكنها لم تعد اليوم تلك الوسائل
بتلك الحرفية القائمة على الحياد والصدق؛ فالكثير منها أصبح وسائل تديرها السياسة
ومصالح الدول المنتمية إليها أو من يدفع لها أكثر، أصبحت للأسف وسائل بوق لتمرير
رسائل الفتنة، وزعزعة استقرار، وأمن الدول وتشويه سمعتها.
وفي المُقابل، لا يجب السكوت أو التغاضي أو
الإهمال تجاه هذا التوجه، ليس بالسجال والمماراة المشينة، وإنما بتقوية الجبهة
الداخلية وتعزيز الثقة في نفسها، والعمل على تكوين صُورة ذهنية واضحة، تستهدف شرح
الحقائق والواقع إلى الرأي العام الداخلي والخارجي.
وهذا ما ينبغي الاشتغال عليه؛ سواءً من قبل وسائل
الإعلام الوطنية، أو من قبل كتاب الرأي والثقافة، أو من قبل مُؤسسات المُجتمع
المدني المخلصة، إضافة للدور الرئيسي للمدرسة والأسرة، والمعلم في درسه ومحاضرته؛ وذلك
من خلال حُوار يغمس فيه المتلقي أهمية تحليل ما يصل إليه، ويقيمه قبل تبنيه لأي
فكر أو رأي يتلقاه من هنا وهُناك.
الجمعة، 14 أكتوبر 2016
الخميس، 13 أكتوبر 2016
وجهة نظر
العالم يمرُّ بمرحلة جديدة في ظل الظرُوف
الاقتصادية الراهنة والمُستقبلية؛ الأمر الذي يفرضُ إحداث متغيرات عديدة في الفكر
والسلوك الاقتصادي القائم؛ سواءً على مُستوى الفرد أو المُجتمع.
هذا الأمر أيضًا يتطلب نقلة نوعية في تغيير بعض المفاهيم
والقيم الاقتصادية والاجتماعية السائدة لدي الأجيال، خاصة فئة الشباب.
الأمرُ الذي يتطلَّب من القائمين على التعليم
والإعلام ومُؤسسات المُجتمع المدني التركيز عليه في المرحلة المقبلة.
الأربعاء، 12 أكتوبر 2016
الأحد، 9 أكتوبر 2016
طيور النورس وعشقها للأرض
طيور النورس قطعتْ آلاف الكيلومترات من موطنها
الأصلي الملتهب بالمتغيرات؛ وها هي تحل بين ظهرانينا لتستمتع بالأمان، وها هي تعود
إلى جزيرتها لترسم توقيعها من جديد.
تسمع لها لغة تخاطب بها الكائنات، لغة تشبه
الموسيقى لتطرب بها الحياة، فيما الصيرة -بتمركزها، وعنفوانها، وجمالها- تفتح لها
ذراعيها لتمنحها الدفء والسكينة.
السبت، 8 أكتوبر 2016
هدية عالم فذ من العراق إلى عُمان
مُنذ قِدَم التاريخ، عُرِفت عُمان والعراق بعلاقات
اتسمت بالتكامل والتعاوُن الحضاري، وقد انعكسَ ذلك على العلاقات الإنسانية بين
السكان، فكَم من عالِم عُماني احتضنه العراق ليعود إلى بلده مُسلَّحا بالعلم
والمعرفة.
الدكتُور هادي حسن حمودي بجُهُوده هذه، يُؤكد متانة
تلك العلاقات التاريخية، فله بصَمَات عديدة في إحياء التراث والتاريخ العُماني،
عمل بجد وصبر من أجل أن يزيح الغبار عن الكثير من المخطوطات العُمانية؛ من خلال
تحقيقه الرصين للعدد من كتب عُلماء عُمان.. فها هو اليوم يتحفنا بهدية رائعة
لعُمان.
كُل الشكر والتقدير والثناء لك أيها العالم الجليل.
للشباب هِمَّة
اليوم، التقيت أحدَ الشباب، الذي يعمل من أجل ترسيخ
مفهُوم جديد للسياحة البيئية والثقافية، يشتغل على مشرُوع سياحي رائد سيخدم
الوُلاية قريبا.
سعدتُ
جدًّا بفكرة المشرُوع، وتبادلنا بعض الأفكار، ودار الحديث إلى جوانب عديدة تتعلق
بالتراث والتاريخ والجُغرافيا الثقافية، وكيفية تسخير ذلك في غرس روح الولاء للأرض
في فكر ووجدان الناشئة.. كُل التوفيق للشباب الطموح في خدمة مُجتمعهم وبيئتهم.الجمعة، 7 أكتوبر 2016
عراقة نظام العمل البلدي في عُمان
عَرفت عُمان نظام العمل البلدي مُنذ قرون عديدة،
وكان يؤدَّى من قبل نظام الولايات عبر مكاتب الولاة؛ لهذا اتَّسَمت المدن العُمانية
بالتنظيم العُمراني الدقيق، وبالنظافة مُنذ القدم. وتُعتبر عُمان ثاني دولة خليجية
تنشِئ بلدية عصرية في بداية عشرينيات القرن الماضي في مدينتي مسقط ومطرح، وسبقتها
في ذلك البحرين بإنشاء بلدية المنامة عام 1919م، وهي أيضًا رابع دولة عربية في هذا
المجال بعد تونس والإسكندرية والمنامة.
وأول تشريع عصري يؤسس للتنظيم البلدي في السلطنة
صدر في العام 1949م، وهو نقلة نوعية في مسيرة النظام البلدي بصورته الحديثة في
عُمان وفي المحيط الإقليمي والعربي.
وعلى امتداد التاريخ العُماني تطور النشاط البلدي،
وشهد مراحل من التغيير والتجديد.
وفي إطار توجه الدولة تجاه توسيع مُشاركة
المُواطنين في الشأن العام، فقد شهد نظام المجالس البلدية في عُمان نقلة نوعية
بصدور قانُون المجالس البلدية بموجب المرسُوم السلطاني رقم 2011/116، والمُتمعن في
قانُون المجالس البلدية يجد أنه يتميز بسمات مشرقة لترسيخ المُمارسة الديمُقراطية
وتوسيع قاعدة مُشاركة المُواطنين في صنع وتوجيه مشاريع التنمية في مُختلف ولايات
السلطنة.
بالإضافة إلى ذلك أصبح هذا القانُون المرجع الأساسي
لجميع المجالس البلدية في مُحافظات السلطنة، وبموجبه أيضًا تم تعميم تجربة المجالس
البلدية على مُستوى السلطنة وفق صيغة قانُونية موحدة، كما أتاح القانُون حق مُشاركة
المرأة العُمانية كمترشحة أو ناخبة في المجالس البلدية بجانب الرجل دُون أي تمييز.
العمل.. هواية ومُتعة
مِهنة الصَّيد من المهن التي تتطلب مشقة وجهدًا؛ لما
تكتنفها من مخاطر وصعوبات، خاصة في حالة التغيُّر المفاجئ للبحر.
ولكنك إذا سألت ذلك الصياد عن مشاعره؟ يردُّ عليك
على الرغم من كبر سنه: أشعر بسعادة ومتعة عندما أنزل إلى البحر؛ ففيه أنسى همومي
ومتاعب حياتي.
هَكَذا هو العمل كما قيل، يجب أن يتَّخذ هواية ومُتعة
قبل أن يكُون واجبا.
الخميس، 6 أكتوبر 2016
فلسفة العلاقات مع العملاء مدى الحياة
هُناك فلسفة إدارية تُسمى "العلاقات مع
العملاء مدى الحياة"؛ تأخُذ بها الكثير من الشركات العالمية الحديثة في هذا العصر؛
سواءً كانت تلك الشركات يديرها قطاع الأعمال في ظل منافسة مفتوحة أو شركات القطاع
العام، التي تدار بأساليب تجارية وتهدف إلى ضمان تقديم خدمات أساسية للسكان.
تلك الفلسفة الإدارية تقوم على مبادئ وأدوات
وعمليات وتقنيات موجهة كلها إلى عملاء تلك الشركات؛ لأنَّ المتعامل مع تلك الشركات
هو أساس حياتها ووجودها، واستمرارية وتطور نشاطها؛ لهذا فالشركات التي تسعى لقيادة
أي سوق وفي أي قطاع كان -سلعيا، خدميا، فكريا- عليها أن تجعل من متلقِّي الخدمة لديها
على قمة الهرم التنظيمي لديها، والمُحرك الأساسي لتوجهاتها.
الشركات العالمية في ظلِّ فلسفة العلاقات مع
العملاء مدى الحياة تنظُر إلى المتعاملين معها وإلى البيئة التي تعيش فيها كشركاء؛
لهذا فهي تحرص دوما على وضع قاعدة بيانات لجميع عملائها، وهي في اتصال دائم معهم
من أجل التعرف على احتياجاتهم ورغباتهم، والعمل على خدمتهم مدى الحياة.
فالمُؤسسة الناجحة، والتي يجب التفاخر بها
والإشادة بالعاملين فيها كإدارة متميزة في ظل تطبيق هذه الفلسفة، هي التي تعمل على
تسخير وإخضاع إجراءات العمل لديها لمُتطلبات وتطلعات واحتياجات أفراد المُجتمع، وليس
العكس.
لِهَذا؛ من المُهم جدًّا أن نعلم أنَّ أي مُؤسسة
مهما كانت أغراضها (قطاعا عاما، قطاعا خاصا، قطاعا أهليا) هي خادمة لمتلقي الخدمة لديها،
وتعمل على تحقيق رغباتهم واحتياجاتهم.
كَمَا من المُهم جدًّا أيضًا -في ظل نظريات السوق-
أن نَعِي أن أي مُؤسسة لا تعيش ولا تستمر ولا تتقدم إلا في ظل رضا العملاء عنها، ودعمهم
لمُنتجاتها وخدماتها.
خاطرة
هَذِه الشجرة عندما تمرُّ عليها في موسم الصيف
الحار تجدها مكتسية بلون مُغبر، يُوحي لك بقسوة الطقس، ومدى تحمل هذه الشجرة
ومقاومتها لتلك الظرُوف الصعبة؛ فهي تعلمنا كيف نتحمل قسوة الحياة.
وما إن يبدأ الجو في التغير نحو أفول موسم الصيف،
حتى تبدأ هذه الشجرة في الانتفاض، لترتدي حلتها الجديدة، فتجدها تخضر بالتدريج غصنًا
بعد آخر حتى النخاع، وكأنها تحتفل لكي تسعد الكائنات، وفي الوقت ذاته هي مدرسة
للإنسان بتقبل التغيير، والتأقلم مع الظرُوف، والصبر على تقلبات أمزجة البشر.
الأربعاء، 5 أكتوبر 2016
الاثنين، 3 أكتوبر 2016
وجهة نظر
تَابعتُ المشاعر التي عبَّر عنها بعض الشباب حيال
خدمات شركات الاتصالات، ومَطَالبتهم بمقاطعها لفترة من الزمن؛ احتجاجًا على بطء
خدماتها.
هذا التوجُّه -أي المقاطعة- لا يخدم وضعية الاقتصاد
في هذه الفترة، خاصة وأنَّ تلك الشركات مُطَالَبة بتوسيع خدماتها لتغطي مناطق
السلطنة؛ متنوعة التضاريس ومترامية الأطراف.
فأي خَلَل في إيراداتها يعني تأخيرًا في عملية
التوسع المُستقبلي لخدماتها؛ وذلك لا يخدم المُستقبل.
نَعَم، نحنُ في أمسِّ الحاجة لإستراتيجية أكثر
تطورا في مجال الاتصالات، إلا أنَّ ذلك يتطلَّب وقفة تعاوُن من أجل تحقيق ذلك، وهي
مسؤُولية يجب أن تنهضَ بها الجهات المعنية بالدولة، بالتعاوُن مع شركاء التنمية.
السبت، 1 أكتوبر 2016
من دروس الهجرة
كُنت أقرأ في أحداث الهجرة النبوية للرسول صلى
الله عليه وسلم، وفي أسلوب دعوته للإسلام، سواءً في مراحلها السرية ممن تربطه به
صلة قرابة أو معرفة سابقة ولحكمة أرادها الله أو في مراحلها الجهرية والتي أخذ
فيها أسلوب التدرج أيضا، بدأت بالأهل والعشيرة ومن ثم الأبعد والأبعد حتى أصبح
الإسلام ظاهرا ومنتشرا في كافة أصقاع الدنيا.
ذلك التغيير في الفكر الذي أحدثه الرسول وصحابته
الميامين لم يكن يأتي بصُورة ارتجالية، وإنما قام على منهجية علمية وإدارة واعية
تقوم على التنظيم الفعال والتخطيط المحكم المبني على تقدير الواقع واحترام الإنسان
وفكره، وتوفر عوامل الإبداع والابتكار وحُرية الفكر، وفق أسس وقواعد ثابتة، وتؤمن
بالتدرج في تحقيق التغيير في الفكر والمعتقدات بواقعية وموضُوعية، والأخذ بالأسباب
في سبيل الوُصُول إلى تحقيق الأهداف.
اليوم نحن بحاجة بالفعل إلى هذا النهج المحمدي في
إدارة مُجريات الحياة، إذا ما أردنا إعادة مكانة هذه الأمة إلى وضعها الصحيح.
للهجرة المحمدية دروس وعبر
هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة
إلى المدينة المنورة فيها من الحكم والدروس والعبر الكثير. فكان من الممكن أن ينقل
الله رسوله الكريم من مكة إلى المدينة بالبراق كما نقلة من مكة إلى بيت المقدس.
ولكن حكمة الله اقتضت أن تكُون هجرته عليه الصلاة
والسلام بمثابة مدرسة عظيمة لأمته في مُجابهة صعاب الحياة، ومواجهة المواقف
الطارئة والأزمات والتكيف لظرُوفها، والصبر على بناء الأمة الموحدة ومُتطلباتها،
وليكون عليه الصلاة والسلام قدوة للإنسانية جمعاء في إدارة الأمة.
ويأتي على رأس هذه الدروس الاعتماد على الله
والتوكل عليه والثقة في نصره وتوفيقه. ومن خلالها تتعلم البشرية كيف تكُون القيادة
وما تتطلبه من تفكير عميق، وتحليل منطقي للواقع وللطبيعة البشرية، ورؤية إدراكية
للأمور وأبعادها.
وهذا ما جسده عليه الصلاة والسلام في التخطيط
المحكم والتنظيم الفعال والتنسيق الناجح لمُجريات الهجرة، مؤكدا أن بلوغ الأهداف
ليست بالأمر اليسير، وإنما تحتاج إلى فكر مستنير وعمل دائم ومُثابرة أكيدة وصبر
مُستمر.
وقدم عليه الصلاة والسلام درسا للبشرية في اختيار
البطانة الصالحة، التي إذا كلفت بأمر أدت مهمتها بحب وعطاء والتزام وورع وتقوى،
وأداء الواجب بمسؤُولية وأمانة وإخلاص وولاء، وبيقظة وقوة وحزم.
وهذا ما يُؤكده اختياره السديد عليه الصلاة والسلام
لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ومن عاونهم في نجاح خُطة الهجرة، فكانوا خير معين
على تحقيق أهداف الهجرة وفق ما خطط لها.
ومن جانب آخر فان اختيار يوم الهجرة بداية للتاريخ
الهجري للمسلمين هو تأكيد لهذا النهج الإسلامي القويم.
تهنئة من القلب لجميع الأصدقاء الكرام بمناسبة
بداية العام الهجري الجديد، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا وسلطاننا المُعظم
وسائر بلاد العالم أجمع، وأن ينعم على الجميع بالخير والمحبة والسلام.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)