هُناك فلسفة إدارية تُسمى "العلاقات مع
العملاء مدى الحياة"؛ تأخُذ بها الكثير من الشركات العالمية الحديثة في هذا العصر؛
سواءً كانت تلك الشركات يديرها قطاع الأعمال في ظل منافسة مفتوحة أو شركات القطاع
العام، التي تدار بأساليب تجارية وتهدف إلى ضمان تقديم خدمات أساسية للسكان.
تلك الفلسفة الإدارية تقوم على مبادئ وأدوات
وعمليات وتقنيات موجهة كلها إلى عملاء تلك الشركات؛ لأنَّ المتعامل مع تلك الشركات
هو أساس حياتها ووجودها، واستمرارية وتطور نشاطها؛ لهذا فالشركات التي تسعى لقيادة
أي سوق وفي أي قطاع كان -سلعيا، خدميا، فكريا- عليها أن تجعل من متلقِّي الخدمة لديها
على قمة الهرم التنظيمي لديها، والمُحرك الأساسي لتوجهاتها.
الشركات العالمية في ظلِّ فلسفة العلاقات مع
العملاء مدى الحياة تنظُر إلى المتعاملين معها وإلى البيئة التي تعيش فيها كشركاء؛
لهذا فهي تحرص دوما على وضع قاعدة بيانات لجميع عملائها، وهي في اتصال دائم معهم
من أجل التعرف على احتياجاتهم ورغباتهم، والعمل على خدمتهم مدى الحياة.
فالمُؤسسة الناجحة، والتي يجب التفاخر بها
والإشادة بالعاملين فيها كإدارة متميزة في ظل تطبيق هذه الفلسفة، هي التي تعمل على
تسخير وإخضاع إجراءات العمل لديها لمُتطلبات وتطلعات واحتياجات أفراد المُجتمع، وليس
العكس.
لِهَذا؛ من المُهم جدًّا أن نعلم أنَّ أي مُؤسسة
مهما كانت أغراضها (قطاعا عاما، قطاعا خاصا، قطاعا أهليا) هي خادمة لمتلقي الخدمة لديها،
وتعمل على تحقيق رغباتهم واحتياجاتهم.
كَمَا من المُهم جدًّا أيضًا -في ظل نظريات السوق-
أن نَعِي أن أي مُؤسسة لا تعيش ولا تستمر ولا تتقدم إلا في ظل رضا العملاء عنها، ودعمهم
لمُنتجاتها وخدماتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.