الإعلام العالمي في ظل الأجندة التي تديره،
والقائم على مصالح عامة وخاصة، لا تتوقع أن يكُون يوما محايدا؛ فهو إعلام يقوم على
تحقيق مصالح آنية حتى وإن أدى بتوجهاته تلك إلى تحطيم وتشويه واقع معاش.
من المُهم جدا تمحيص وتحليل ما يكتب وينشر في
مُختلف وسائل الإعلام؛ بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، التي للأسف أصبحت وسيلة
لإدارة الفتن وتشويه الواقع حتى وإن كان جميلا.
لا ينبغي الهرولة مع كل مقالة أو خبر حُرِّر على
رأي شخصي، وتم إملاؤه من قبل جهة معينة؛ لأن ذلك يمثل وجهة نظر مشوهة أريد بها
تمرير فكرة معينة؛ سعيا لتحويله إلى سلوك، يستهدف تحقيق مآرب قد تكُون مدسوسة.
زَمان، كانتْ وسائل الإعلام العالمية محل ثقة لدى
الكثير في معرفة أحداث العالم والقصص الإخبارية، لكنها لم تعد اليوم تلك الوسائل
بتلك الحرفية القائمة على الحياد والصدق؛ فالكثير منها أصبح وسائل تديرها السياسة
ومصالح الدول المنتمية إليها أو من يدفع لها أكثر، أصبحت للأسف وسائل بوق لتمرير
رسائل الفتنة، وزعزعة استقرار، وأمن الدول وتشويه سمعتها.
وفي المُقابل، لا يجب السكوت أو التغاضي أو
الإهمال تجاه هذا التوجه، ليس بالسجال والمماراة المشينة، وإنما بتقوية الجبهة
الداخلية وتعزيز الثقة في نفسها، والعمل على تكوين صُورة ذهنية واضحة، تستهدف شرح
الحقائق والواقع إلى الرأي العام الداخلي والخارجي.
وهذا ما ينبغي الاشتغال عليه؛ سواءً من قبل وسائل
الإعلام الوطنية، أو من قبل كتاب الرأي والثقافة، أو من قبل مُؤسسات المُجتمع
المدني المخلصة، إضافة للدور الرئيسي للمدرسة والأسرة، والمعلم في درسه ومحاضرته؛ وذلك
من خلال حُوار يغمس فيه المتلقي أهمية تحليل ما يصل إليه، ويقيمه قبل تبنيه لأي
فكر أو رأي يتلقاه من هنا وهُناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.