المزارع، أو البيدار، عندما يُهيئ الأرض للزرع
وغرس الشجر؛ فإنه يُعَامل الأرض بحميمية ومشاعر راقية، لا يعرف طعمها والإحساس
بقيمتها إلا العاشق لتِبرها وترابها. فتجدُه يقلب ويرضم التراب بمسحاته أو هيسه،
ويلامِس تولها بيده، وينثِر البذور بيده، ويسقِيها بيده، ويحصُد ثمارها بيدِه،
ليتنفَّس رائحة تعبه وعرقه؛ كأنه عطر الحياة.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.