الجمعة، 30 مارس 2018

إطلالة على مسار فلج الهبوبية

هَذَا المساء، تقصيت مسار ساقية فلج الهبوبية؛ حيث تعد ساقيته المفتوحة من آمته حتى شريعته هي الأطول من بين أفلاج الوُلاية؛ فهي تمتدُّ لمسافة طويلة على ضفاف وادي السرين، وعلى حواف كتل صخرية، ذات تشكيلات رائعة بألوانها الزاهية، بنيت بطريقة هندسية معقدة، تُثبت قُدرة الإنسان العُماني على تطويع البيئة من أجل عيشة كريمة؛ فالماء هو شريان الحياة.
تعمَّقتُ في الوادي مشيًا من العصر حتى إطلالة المساء، كان مشهد الغروب وتمازج ألوانه مع ألوان تلك الجبال المُتعددة الألوان يأسِر القلوب والألباب. المكان يكتنفُه جمال السكون والهدوء، وفضاء الوادي تزينه الصخور ببياضها وسمرتها، وبالرمال الناعمة الملساء.
فِيْمَا الأشجارُ المورقة بخضرتها ورائحتها الزكية، وتغريدات الطيور وزقزقة العصافير وهي تمرح على ساقية الفلج لتروي عطشها، وصوت تعويبة رعاة الماشية، وثغاء الشياه بعد عودتها من المرعى وارتشافها للماء من الساقية، وابتسامة أطفال الرعاة، تزيد المشهد جمالا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.