"يُحْكَى
أنَّ واليا أراد تفادي القحط والمجاعة التي قد تحل بقريته، فطلب من كل فرد من
السكان أن يُسهم بكُوب من اللبن، ويسكُبه في قِدر كبير، على أنْ يتولَّى الفرد
نفسه سكب الكوب دُون أن يراه أحد. فهرع كلُّ واحد بكوبه خِفية، وسَكَب ما بداخله
ليلا في القدر.. في الصباح وجد الوالي القدر قد مُلئ بالماء، فسأل: أين اللبن؟
ولماذا تصرَّف الناس بهذا التصرُّف! فبعد دراسة، اكتشف حينها أنَّ كل فرد كان يَعتقد
أنَّ كوبا من الماء لن يُؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي ستُسكَب في ذلك القدر
الكبير، فكان كلٌّ واحدٍ يعتمد على الآخر في سَكب اللبن؛ الأمر الذي أدَّى لمُعاناة
كبيرة عمَّت الجميع".
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.