النبق.. مفردها شوب نبق، ونواتها نجا وصلوب؛ تلك
هي ثمار شجرة السدر، شجرةٌ مُباركة في ثمارها، وفي ورقها، وفي كل جزء من أغصانها
وجذعها، فثمارُها طعام، وورقها غسل ودواء، وفي جذعها صناعة ووقود وصلاء. ذاكرة
زمانية ومكانية لزمن الطفولة والصبا، كُنا نتهافت عليها كل صباح ومساء، وفي كل حين،
لجمع ما تجود به، نجمعه في أوعية خوصية، تسمى: الزبيل، وإذا ما هبت الريح، جادت
السدرة بخيرات وفيرة، فيكون الرقاط حينها في القفير.. كانت هُناك سوق رائجة للنبق،
وللمكي أو المقضماني ذي النواة الهشة قيمة مُختلفة، كانت النساء تشكُّه في خيوط
على شكل عقود؛ حيث تفتكه النساء ويستله الأطفال الواحدة بعد الأخرى للتلذذ بطعمه
السكري، وإذا عدم الطحين عجن النبق ويخبز. كان للسدرة مكانة، وللنبق رائحة وقيمة
غذائية مُختلفة، لم يُدركها الكثير من جيل هذا الزمان.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.