بدأ الصيف في الزحف بخيراته على الرغم من قسوته.. الصرُّوخ
سيبدأ بالأزيز ليطرب الأرض جمالا، والعصافير والحمام والصفاردة والغربان تغرد
بنغمات الصيف لتفرحنا بالتبشرة.. كذا هي النخيل حُبلى بخلالها في انتظار الصافور
والبسر والقيرين والرطب، والقاو تتدلَّى حباتها كالخرز المشع بنور السماء،
والزيتون يفوح شوبه برائحته الزكية مُعطِّرا بهو المكان، والسدر تطرح ثمرها السكري
وتنثره على كل من يستظل أعوادها الممتدة، والغافة تتدلَّى قُرموصها لتنثرها في
أفواه الشياه، والشريشة يفوح فراخها ليبهج الجالس عطرا، والمزارع تغني طربًا
بحواشي الجح والبطيخ في انتظار حُلُول شهر الخير، والأنبا هي أيضًا تنتشِي فخرًا
بثمرها الزعفراني كلون الورس المعتق بأريج عطر الحياة.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.