الخميس، 18 أبريل 2019

ذَاكِرَة إدَارِيَّة

عِندَمَا تمَّ صُدُور قَرَار تَبعِيَّة بَلديَّة قُريَّات إلى بَلديَّة مَسقَط في العَام 1991م، كَانَ رَئيسُهَا حِينَذاك المُهندِس عَبدالله بن عَبَّاس، فأوَّل مَشرُوع نَفَّذه هُو حَدِيقَة الشهبَاري، وعِندَما اجتَمَع بِه الأهالِي حَول المُطَالبَة بحَدِيقة أكبَر تَجَاوب مَعهُم فَكَان مُتنزَّه البُحَيْرَة، ومُتنزَّه الصِّيرَة، ومَشرُوع السُّوق القَدِيم... وغَيرها مِنَ المَشَارِيع. وعِندَمَا وَقَع الحَادِث الذي أَصَاب الفَرِيق المُعَايِن لمَسَار طَرِيق جِبَال سلمَاة وتعَب، وكُنتُ مَعهُم، وَجدنَا عَبدالله عبَّاس السَّاعة السَّابعَة صَبَاحًا مِنَ اليَوم التَّالِي فِي المَيْدَان، ليَطمِئنَّ عَلَى سَلَامَة الجَمِيع، وبجُهُودِه وتَعَاونِه وتَفهُّمِه لمُعَانَاة السُّكان تمَّ شَقُّ ذَلِك الطَّرِيق، عَلَى الرَّغْم مِن وعُورَتِه وصُعُوبتِه.. كَان لعَبدالله عَبَّاس أَيضًا الدَّوْر الرَّئِيس فِي شقِّ طَرِيق وَعِر لقَريَة سُوقَة وغَيرِها مِنَ القُرَى الجَبليَّة، وأيَّام إِعْصَار "جُونُو" لَهُ مَوْقِف إنسَانِي فِي قُريَّات لا يُنسَى.
وَمِن الذِّكريَات الجَمِيلة التِي نَذكُرهَا لَهَذا الرَّجل: ذَهبنَا إلى مَكتَبِه مَع عَدَد مِن مَجلِس إِدارَة النَّادِي لطَلَب رَصْف مَلعَب لكُرَة اليَد والطَّائِرَة فِي المَبنَى القَدِيم للنَّادِي بالسَّاحِل، دَخلنَا عَليهِ بصُحبَة مُوَاطِنين مِن وَلايَة السِّيب، فشَكُوا لَه مَسْألَة فِي بَلدتِهم تَخصُّ البَلديَّة؛ فقَال لَهُم: أنَا شَخصِيًّا وَقفتُ عَلى المَكَان، وتمَّ حلُّ الإشكاليَّة عَلى الفَوْر، فخَرجُوا مِن مَكتبِهِ مُبتَهِجِين، وعِندَمَا حَانَ دَوْرُنا وَحدثنَاه بمَطلَبِنا، قَال لَنَا: لِمَ لَمْ تُحدِّثوا مُدِير البَلديَّة بهَذَا المَطلَب؟ فأَخبرْنَاه بِمَا تمَّ وَحَدَث، وإِذَا بِه يَطلُب مُدِير البَلديَّة هاتِفيًّا، وحدَّثه بلُغَة لا تَخلُو مِن حَسْم عَنْ مَشَارِيع مُتأخِّرَة قَام بزِيارتِهَا، وأَمَر عَلَى الفَوْر بتَلبِيَة مَطَالب النَّادي، فعَلَّق عَلى رِسَالتِنا وسَلَّمنَا إيَّاهَا لتَوصِيلِها للبَلديَّة؛ فتَمَّ مَطلَبُنَا فِي أسبُوع.. هُنَاك خَدَمَات طيِّبة قَدَّمها هَذَا الرَّجُل للبَلديَّة، ولهُ خِصَال إَداريَّة يَنبغِي أنْ يَستَفِيد مِنهَا الجَمِيع، وعَلَى رَأسِها مَا يُسمَّى الإدَارَة بالتجوَال؛ فهُو يَتميَّز بتَطبِيق هَذَا المَفهُوم فِي إدارتِه، وَلهُ نَجَاحَات بَاهِرة فِي ذَلِك غَيْر خَافِيَة عَلى الجَمِيع.. وفَّقَه اللهُ فِي حَيَاتِه، وأعَان خَلَفَه عَلى تَحمُّل المَسؤوليَّة والأَمَانَة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.