خَيرُ مَا يُودِّع به الإنسان هَذِه الحَيَاة الفَانِية كَلمَة: لَا إلَه إلَّا الله.. الله أكبَر.. هَكَذَا وَدَّع نَاصِر بِن خَلفَان الغمَّاري هَذَا الصَّبَاح الحَيَاة، تَارِكًا كلَّ مَا فِيهَا ليُلَاقِي ربَّه بوَجهٍ مُشرِق مُبتَسِم.. ودَّعتهُ قُريَّات فِي مَسِير مَهِيب إلى دَارِه الجَديدَة، مُتوسِّدا الأَرْض التِي أحبَّها وأحبَّته، مُتنَعِّمًا برَحَمَات رَبِّه وعَفوِه.. شَابٌّ فِي مُقتَبل العُمر يُودِّع الدُّنيا فجَأة.. بكاهُ كلُّ مَن فِي المعلَاة بحُرقَة وأَلَم وشَوْق، بَل تألَّم عَلى فُرَاقِه كلُّ مَن عرفَه فِي قُريَّات، لِمَا عُرِف عَن تَواضُعِه واتِّسَاع عَلَاقاتِه المُجتَمعِية، خَاصَّة مَع الشَّباب.. الجَمِيع يُثنِي عَلى أخلَاقِه وحُبِّه للنَّاس، كَان خَدُومًا مُحِبًّا للعَمل من أَجل رَاحَة الآخرِين، صَاحِب ابتِسَامَة صَادِقة نَابِعَة مِن حَنَايا القَلب، يُعَامل الجَمِيع بمَرَح وحُب صَادِق، يَستقبِلكَ مِن بَعِيد بعبَارَات جَمِيلة وصَدْر رَحْب.. كَان مُخلِصًا بَارًّا وفِيًّا، لم يترُك قَريتَه لَحْظَة، تَجِده فِي تَعاونِه شُعلَة نَشَاط فِي كلِّ المُنَاسَبات.. كَان مُحِبًّا للرِّياضة ومُولَعًا بهَا، ويَعشَق المَعَالي بلا حُدُود.. يستَقبِلك برَحَابة واحتِرَام وسِعَة بَال، والابتِسَامَة دَومًا لا تُفارقه.. هَكَذا هِي الحَيَاة فِي دَورَانِها تَمضِي وتنتَهِي بلا مُقدِّمات أو وَدَاع.. رَحِمك الله أيُّها الفَتَى الكَرِيم ابن الكَرِيم، فكَمَا كُنتَ وفيًّا بَين ظهرانِينَا، سيَكُون مُحبُّوك أيضًا لكَ أوفِيَاء، ستَبقَى ذِكرَاك عَظِيمَة فِي نفُوسِنا جَمِيعًا.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.