الأحد، 7 أبريل 2019

فِي ذِكرَى نَاصِر الغمَّاري

خَيرُ مَا يُودِّع به الإنسان هَذِه الحَيَاة الفَانِية كَلمَة: لَا إلَه إلَّا الله.. الله أكبَر.. هَكَذَا وَدَّع نَاصِر بِن خَلفَان الغمَّاري هَذَا الصَّبَاح الحَيَاة، تَارِكًا كلَّ مَا فِيهَا ليُلَاقِي ربَّه بوَجهٍ مُشرِق مُبتَسِم.. ودَّعتهُ قُريَّات فِي مَسِير مَهِيب إلى دَارِه الجَديدَة، مُتوسِّدا الأَرْض التِي أحبَّها وأحبَّته، مُتنَعِّمًا برَحَمَات رَبِّه وعَفوِه.. شَابٌّ فِي مُقتَبل العُمر يُودِّع الدُّنيا فجَأة.. بكاهُ كلُّ مَن فِي المعلَاة بحُرقَة وأَلَم وشَوْق، بَل تألَّم عَلى فُرَاقِه كلُّ مَن عرفَه فِي قُريَّات، لِمَا عُرِف عَن تَواضُعِه واتِّسَاع عَلَاقاتِه المُجتَمعِية، خَاصَّة مَع الشَّباب.. الجَمِيع يُثنِي عَلى أخلَاقِه وحُبِّه للنَّاس، كَان خَدُومًا مُحِبًّا للعَمل من أَجل رَاحَة الآخرِين، صَاحِب ابتِسَامَة صَادِقة نَابِعَة مِن حَنَايا القَلب، يُعَامل الجَمِيع بمَرَح وحُب صَادِق، يَستقبِلكَ مِن بَعِيد بعبَارَات جَمِيلة وصَدْر رَحْب.. كَان مُخلِصًا بَارًّا وفِيًّا، لم يترُك قَريتَه لَحْظَة، تَجِده فِي تَعاونِه شُعلَة نَشَاط فِي كلِّ المُنَاسَبات.. كَان مُحِبًّا للرِّياضة ومُولَعًا بهَا، ويَعشَق المَعَالي بلا حُدُود.. يستَقبِلك برَحَابة واحتِرَام وسِعَة بَال، والابتِسَامَة دَومًا لا تُفارقه.. هَكَذا هِي الحَيَاة فِي دَورَانِها تَمضِي وتنتَهِي بلا مُقدِّمات أو وَدَاع.. رَحِمك الله أيُّها الفَتَى الكَرِيم ابن الكَرِيم، فكَمَا كُنتَ وفيًّا بَين ظهرانِينَا، سيَكُون مُحبُّوك أيضًا لكَ أوفِيَاء، ستَبقَى ذِكرَاك عَظِيمَة فِي نفُوسِنا جَمِيعًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.