هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
الجمعة، 31 مايو 2019
شَخصِيَّات طَوَاها الزَّمَان لَا تَزَال حَاضِرة فِي الذَّاكِرة
فِي ذِكِر الحَبِيب الصَّدِيق والأخ العَزِيز خَمِيس بِن سَعِيد البلُوشِي - رَحِمَه الله: بَعضُ الشَّخصيات تَرسُم ذَاكِرتها مَكَانة مُؤثِّرة فِي نُفوسِنا، حتَّى وإنْ غَادَرت هَذِه الحَيَاة القَصِيرَة الفَانِية، تَبقَى أَعمالُها وسِيرَتُها مَاثِلة أمَام أعُينِنا، خَاصَّة وإِذَا كَانَت تِلك الأعمَال مُفعَمَة بالحُبِّ والعَطَاء والعَمَل الجَاد مِن أجلِ الوَطَن وخِدمَة المُجتَمع.. هَكَذا عَرفنَا الصَّديق الوَفي والأخ المُخلِص العَزيز خَمِيس البلُوشِي - رَحِمه الله.. كانَ طَوَال عُمرِه مُحبًّا للجَميع، ليسَ لهُ فِي القِيْل والقَال، شَقَّ طَريقَه فِي الحياةِ وِفقَ رِسالَة ورُؤيَة رَسمَها لمَسَار حَيَاتِه.. لا يَدَّخِر وسعًا فِي خِدمَة النَّاس مَهمَا كَانتْ الظُّروف، كَان رَجلَ عَلَاقاتٍ إنسانيَّة رَاقِية، ولِهَذا كَسَب صَدَاقة ومَحبَّة قَاعِدة وَاسِعة مِن أفرادِ المُجتمَع، كَان وَدُودا مُتواضِعًا لأبعَد الحُدُود، يُكثِر مِن تَواصلِه وتَتبُّعِه لأرحَامِه حتَّى وإنْ بَعُدَت، كَان مُهتمًّا بمعْرِفَة أرحَامِه، ويُظهِر لَهُم المَودَّة والمَحبَّة بزيارَاتِه المُتوَاصِلة، كَان سَخيًّا وكَرِيمًا دُون تكلُّف أو حُبِّ شُهرَة، لا تَعرِف شِمَالُه مَا تُنفق يَمينُه، خَدَم الكثيرَ مِن النَّاس فِي مَجَالات عِدَّة، واستثْمَر عَلَاقاته فِي مُساعَدة الآخرِين دُونَ مِنَّة أو رِيَاء، عَمِل بصَمتٍ دُون ضَجِيج.. هَكَذا عَرفنَاه حتَّى آخِر يَوم مِن حَياتِه. كَان مُتعلِّقا بوَلَايته بحُبٍّ لا نَظِير لَه، لَا يُفَارقها حتَّى فِي أَحلَكِ الظُّرُوف، تَعرَّض لحَادِث سِير مُنذ سَنَوات، أَودَى بنِهَايَة عَاجِلة لهَذِه الرِّحلَة وهُو فِي عُمر الشَّباب.. رَحَل خَمِيس بهُدُوء مُختَتمًا رِحلةً مَليئَةً بالحُبِّ والعَطَاء، وبكَاه الجَميعُ بحُرقَة وأَلَم، ودَّعتهُ الجنِين أيقُونَة الجَمَال الوَارِف بحُزنٍ شَدِيد؛ لأنَّ أعمالَه كَانَت تَطال جُذُور غَافَة الخرُوس، المُمتدَّة فِي عُمق الأَرْض، والمُعَانِقة أَغصانُها الوَارِفة السَّمَاء، والمُكتَنَزَة بجَمِيل الذِّكرَيات، وسِيرَة الرِّجَال الأشم، ودَّعه مَن كَان يَحِنُّ عَليهم بعَطفِه ومَحبَّته بكَلمَات فِيها مِنَ الثَّناء أَعطَره والشُّكر أَوسَعه.. خَلَّد خَمِيس ذِكرَى حَسَنة فِي قُلُوب الكَثِير، وذَاكِرته وسِيرَته الطيِّبة لا تَزَال حَديثَ النَّاس بالخَيْر إلى اليَوْم.. كُنتُ فِي حَدِيثٍ مَع أَحدِهم عَن سِيرتِه، فتذكَّر مَعرُوفه وخَدَماته، ورَأيتُ الدُّموعَ تَهطُل مِن عَينِيه، وعَلَامات الحُزن عَلى فِرَاقه بَادِيَة على مَلامِح وَجْهِه، يَقُول: "هَذَا الرَّجُل لَن أَنسَاه أبدًا"، وَهكذا نَحنُ أيضًا سيَبقَى خَمِيس حيًّا فِي قُلوبِنا ووجدَانِنا مَا حَيِينا.. نَسْألُ اللهَ لهُ الرَّحمَة والمَغفِرة فِي هَذِه الأيَّام الطيِّبة المُبَاركَة.
الخميس، 30 مايو 2019
فِي ذِكرَى الأخ والصَّدِيق العَزِيز الأستَاذ نَاصِر المِشرفِي - رَحِمَه الله
نَاصِر المشرفِي.. يُمثِّل ذاكِرةً أخَويَّة وإنسَانيَّة لا تُنسَى، ذَاكِرة مُشرِقة دَومًا بالحُبِّ والعَطَاء والوَلاء للوَطَن، تمتدُّ لعُقودٍ طُويلَة مِنَ الزَّمن، تَقاسمنَا الحُلوة والمُرَّة معًا فِي كَثِير مِن المَوَاقف فِي هَذِه الحَيَاة، وتَجمَعُنا مَعهُ ذِكرَيات جَمِيلَة؛ فهُو نِعمَ الأخُ والصَّدِيق والرَّفِيق.. تَميَّز دومًا بالوَفَاء والإخلَاص فِي عَلَاقَاته الاجتِمَاعيَّة، كَان مُحبًّا للعِلمِ وحُضورِ الدَّرس، ومُتَواضِعًا ومُتعَاونًا مَع جَمِيع النَّاس، تَجِد الابتسَامَة دَومًا لَا تُفارَق مُحيَّاه، يَلقَاك بوجَهٍ بَشُوش ورُوْح سَمحَة ومَرِحَة، عَلى الرَّغم مِنَ الكثيرِ مِن مُنغِّصَات الحَيَاة، لَكِنه كَانَ صَبورًا جَلدًا فِي التَّعامُل مَع مُجرياتِها، يِكتُم كلَّ مَا يُعَانِيه حتَّى لا يُزعِج أحدًا، يُؤثِر الصَّمتَ فِي تَعامُلِه فِي كَثيرٍ مِنَ الأمُور، شَقَّ حَياتَه بَصبرٍ ومُثَابرَة مُعتَمدًا عَلى ذَاتِه، وقَد نَجَح فِي ذلك، لَه بَصَمَات مجِيدَة لا تُنسَى فِي خِدمَة قِطَاع التَّربيَة والتَّعلِيم بالوَلَاية، كَان مُعلِّمًا مُخلِصًا، يَحرصُ دَومًا عَلى الإتقَانِ والتَّجِديد فِي أَداء مَهَام عَمَلِه وتَوصِيل رِسَالتِه، يُكنُّ كُل المحبَّة والوَفاء لطُلَّابِه وزُملَاء مِهنتِه، خَدَم مُجتمَعه فِي كَثيرٍ مِنَ المَوَاقف، أحبَّ النَّاس بصِدقٍ فأحبُّوه بإخلَاص، كَان مُجتهدًا فِي خِدمَة وَطنِه، وإِذَا طَلبتَ مِنهُ رأيًا صَدقَك القَول والمَشُورة والنَّصِيحَة، قلبُه كَان مُتعلِّقا بالمَسجِد، خَاصَّة في أيَّامِه الأخِيرَة مِن حَياتِه، كُنتُ أشاهِدهُ مُنكبًّا عَلى قِرَاءة القُرآن لسَاعَات طَويلَة مِنَ الزَّمَن فِي الجَامِع، كَان يهوَى التَّأمُل فِي الطَّبيعَة، وللبَحر مَكَانَة فِي تأمُّلاتهِ وعُزلَتهِ الإيجابيَّة.. فَارَق الحَيَاة بصَمْت مُنذ فَترَةٍ، إلَّا أنَّ ذِكرَاه لا تَزَال حَيَّة بِين ظهرَانِينا.. نَاصِر المشِرفِي مِنَ الشَّخصِيَّات التي لَها مَكَانَة فِي قُلوبِنا، وذِكرياتِه الطيِّبَة وسِيرَتِه العَطِرة حَاضِرة دَومًا فِي وجدَانِنا مَا حَيينَا.. الَّلهُم فِي هَذَا الشَّهر العَظِيم والأيَّام المُبَاركَة نَسألُك أنْ تَرحَمَه وتَغفِر لَه وتُكرِم نُزلَه.
ذَاكِرة رِياضيَّة.. الصديق مبارك المالكي
الصَّدِيق والأَخ والمُدرِّب الوَطنِي مُبَارك المَالكِي.. شَخصيَّة هَادِئة ومُتَواضِعَة، لَه رُؤيةٌ خَاصَّة لتَطوِير الرِّيَاضَة، عَمل واجتَهَد بمُثَابَرة وصَبر لخِدمَة النَّادي مُنذ كَان لَاعبًا فِي السَّبعينيَّات، ثُمَّ مُدرِّبا وإدارِيًّا، وعَلَى مَدَار مَسِيرتهِ الطيِّبَة، حقَّق للنَّادِي -بجَانِب رِفَاق دَربِه- العَدِيدَ مِنَ الإنجَازَات عَلى صَعِيد كُرَة القَدَم.. عِندَمَا كُلِّف بقِيادَة الفَرِيق الأوَّل فِي المَوْسِم الرِّيَاضِي 97/96/95م، قَادَ الفريقَ الأوَّل بالنَّادِي بحِنكَةٍ واقتِدَار، وعَصَر خِبرتَه الرِّيَاضِية مِن أَجْل إِعَادَة أمجَاد النَّادِي العَرِيقَة.. فنَجَح فِي ذَلِك؛ حَيثُ صَعَد بالفَرِيق إلى مَصَاف الدَّرجَة الثانِيَة والأولَى بجَدَارةٍ فِي مَوسِميْن مُتتَالييْن، بل حقَّق مَع فَريقِه دِرعَ دَورِي الدَّرجَة الثانِية فِي المَوسِم الرِّياضِي 97/96، وكَان فريقُه يتمرَّن عَلَى مَلعَب تُرَابِي غَير مُعشَّب.. كُنتُ أتَمعَّن وأَدرُس طَرِيقَة إِدَارتِه للفَرِيق بحُكمِ عُضويَّتِي فِي مَجلِس الإِدارَة فِي ذَلِك الوَقْت؛ فمُبَارك المَالكِي إلَى جَانِب تَمتُّعه بالمَهَارات الفنيَّة والقِياديَّة؛ فهُو يتمتَّع أيضًا بأُسلُوب إِدارِي جَمِيل ومُؤثِّر، يُعرَف اليَوم فِي عِلمِ الإدَارَة والقِيَادَة بـ"الإدَارَة بالمُشَاركَة، والإِدَارَة بالأَهدَاف"، كُنَّا نُؤمِن مَعًا كمَجلِس إِدارَة، وطَاقم فَنيٍّ وإِدارِي مُشرِف عَلى الفَرِيق بهَذَا التوجُّه الذِي رَسَمه مُبارَك المَالكِي، عِند تَقدِيمهِ لخِطَّتهِ لإدَارَة وقِيادَة الفَرِيق الأوَّل، وقَد هَيَّأ مجلسُ الإِدارَة كَافَّة الظُّروف مِن أَجْل الوُصُولِ إلى تَحقِيق رُؤيتِهِ وأَهدافِه.. كانَ المُدرِّب مُبَارَك المَالكِي عَلَى الرَّغم مِن صَرَامتهِ فِي حِصَص التَّدريبِ هُو أيضًا أبٌّ وأخٌ كَبِير بالنِّسبَة للَّاعِبين، كَان يتمتَّع بمَهَارات وجوَانِب إنسَانيَّة رَاقِية؛ فهِي فِي كَثيرٍ مِنَ المَواقِف تَغلبُ عَلى طَابعِه الأخَوي فِي التَّعامُل مَع الجَمِيع.. وعَلَى أثَر هَذِه النَّجاحَات التِي حقَّقها المَالكِي، سَعَى مُبارك -وبمُبَاركَة مِن إدارةِ النَّادِي- إلَى وَضْع رُؤيَة وأَهدَاف طَويلَة المَدَى مِن أَجْل إِنشَاء مَدرسَة لكُرَة القَدَم بالنَّادي، وبالفِعْل مُهِّدَت لَهُ كَافَّة السُّبل والظُّروف مِن أَجْل تَحقِيق هَذا الحُلم، وقَد بَذَل جُهودًا طَيِّبة مِن أجلِ البَدْء بمَرَاحِل التَّأسِيس.. تَحيَّة حُبٍّ واحتِرَام وتَقدِير لهَذَا الرَّجُل الطيِّب الخَلُوق، الذي يَعمَل بصَمتٍ، ولا يَعرِف مِقدَار فِكرِه وقُدرَاتِه إلا القَلِيل فَقَط؛ لأنَّه يُحبُّ دَومًا أنَّ أعمالَه وإنجَازَاتَه هِي التي تتحدَّثُ عَنه.
الأربعاء، 29 مايو 2019
ذَاكِرَة رِيَاضِيَّة
سَعِيد المَالكِي.. اللَّاعِب والرِّياضِي الشَّغُوف، والإنسَان المُحبُّ والمُتواضِع دَومًا والخَدُوم دَائمًا، كَان أَحَد أَعمِدَة الفَرِيق الأوَّل لكُرَة القَدِم بنَادِي قُريَّات فِي فَترَة السَّبعينيَّات.. تِلكَ الفَترة المَلِيئة بالتَّحدِيات لِقلَّة الإمكَانَات، ولَكِن بعَزِيمَة ومُثَابَرة الشَّباب حَقَّقوا المُنجَزات.. لا يُسألُون عَن مُكافَأة أو لبسَة رِياضِيَّة، المُهمُّ عِندهم هُو رِفعَة سُمعَة النَّادي، يَقضُون الأيَّام واللَّيالِي فِي خِدمَة النَّادي والمُجتَمع بوَلَاء وحُب، هَكَذَا كَان سَعِيد المَالكِي ورِفاقُه المُؤسِّسون.. كَانَ شَغُوفًا بالرِّياضَة ومُولعًا بكُرَة القَدَم مُنذ نُعُومَة أظفَارِه، وتَميَّز بسُرعتِه واقتِنَاصِه للكُرَات وتَسدِيداتِه القَويَّة الصَّائِبة؛ لهَذَا كَان يَخشَاه مَن يَلعَب ضِدَّه.. رَسَم ومَن مَعَه البَسمَة عَلى شِفَاه أبنَاءِ الولَايَة بتَحقِيق الفَوزِ تِلوَ الآخَر، ورَفعُوا الكُؤوس وحَصَدُوا المِيداليَات الذَّهبيَّة والفِضيَّة.. سَعِيد لا يَزَال يُتابِع مُنجَزَات شَباب اليَوم، وهُو مِنَ المُحبِّين والمُشجِّعين لإبدَاعَاتِهم وتَألُّقهم فِي الرِّياضة.. كلُّ المَحبَّة والشُّكر والامتِنان لَكَ أخِي سَعِيد بِن سَالِم المَالكِي عَلى كُلِّ مَا قدَّمتمُوه لنَادِينا العَرِيق، ومَتَّعكُم اللهُ بالصِّحَة والعَافِية والعُمرِ المَدِيد.. ستبقَى مُنجزَاتُكم فِي قُلوبِنَا دَومًا، نِبراسًا ومَدرسَة للأجيَال المُتعَاقِبة.
الثلاثاء، 28 مايو 2019
تَحيَّة مَحبَّة وتَقدِير لمُبَارك السَّنَاني
مِنَ الرِّياضِيِّين الذِين كَانَت لَهُم بَصَمَات طيِّبَة فِي خِدمَة النَّادي وكُرَة القَدَم: الأستَاذ الكَابتِن مُبَارَك بِنْ خَمِيس السَّنَاني.. مُنذُ طُفولتِه كَان عَاشِقًا لكُرَة القَدَم، وسَخَّر هَذا الشَّغف والعِشْق لخِدمَة الرِّياضَة بالولَاية، سَجَّل العَدِيد مِنَ الإنجَازات الرِّياضيَّة بجَانِب زُملَاء الدَّرْب، وذَلِك عَلَى مَدَار تَارِيخ مَسِيرَة الفَرِيق الأوَّل لكُرَة القَدَم فِي النَّادي، وكَذَلِك لفَرِيق اتِّحَاد السَّاحِل.. كَان الفريقُ الأوَّل لا يَستغنِي عَن هدَّافِه ومُدَافِع عَرينِه والمُرَاوِغ كالثَّعلَب فِي التحكُّم بتِلكَ المُستَديرَة السَّاحِرَة، ليَنطَلِق بِهَا كَريحٍ عَاصِفَة فِي مَرمَى الفَرِيق الآخَر.. تَحيَّة لهَذَا الرَّجُل الأَنِيق والمُتوَاضِع والمُحِب دَومًا، والذِي لا يَزَال يَحنُّ إلى تِلكَ الأيَّام الجَمِيلَة، وهُو أَيضًا يُواصِل إلى اليَوم مشوَار خِدمَة الرِّياضَة، وَلو كَان ذَلِك مِن بَعِيد.. محبَّتِي لكَ أيُّها الأخ والصَّديق مُبَارك السَّنَاني.
الأحد، 26 مايو 2019
فِي وَدَاع حَسَن الفَارسِي
فِي هَذِه الأيَّام المُبارَكة مِن هَذَا الشَّهْر العَظِيم، تُودِّع مَعلَاة قُريَّات أَحَد شَبَابِها، تُودِّعه ومَا زَالَت مَلَامِح فَرَح زَوَاجِه بَادِيَة عَلى مُحيَّاه.. تَرَك قَفصَه الذَّهبي الدُّنيَوي، ليَستَقبلَ كَرَامَات رَبِّه ورَحمَتِه الوَاسِعة.. كَان مُحبًّا مُخلِصًا لثَرَى هَذَا الوَطَن، وخَدُومًا لأهلِهِ ومُجتَمعِه، استقلَّ سيَّارتَه بَعد انشِقَاق الفَجْر، ليَلحَق بزُملَاء مِهنتِه ويُؤدِّي وَاجبَه فِي خِدمَة وَطنِه، أَوقَف سيَّارتَه عَلى قَارِعَة الطَّرِيق ليُلبِّي نِدَاء رَبِّه فِي صَمْت وهُدُوء.. كَان خَبَر وَفَاتِه مُؤثِّرا ومُوجِعًا على الجَمِيع، لِمَا يتَّصِف بِه هَذَا الشَّاب مِن حُسنِ الأخلَاق والسِّيرَة الطَّيبة مَع أَهلِه، ولَكِن هَذِه هِي إِرادَة الله.. رَحِمَك اللهُ، وغَفَر لَك يَا الحَسَن ابن عَلي الفَارسِي، وصبَّر اللهُ والديْك ومُحبِّيك على هَذَا الفرَاق المُبكِّر، ولَا حَوْل ولَا قُوَّة إلَّا بالله.
الأربعاء، 22 مايو 2019
الثلاثاء، 21 مايو 2019
شَخْصِيَّات خَلَّدتهَا ذَاكِرَة الأَمكِنَة
فَلَج حِيل الغَاف
الحَالِي تَمَّ تَأسِيسُه فِي عَهْد السيِّد سَعِيد بِنْ سُلطَان البُوسعِيدي -رَحِمَه
الله- عَلَى يَدِ السيِّد خَلفَان بِن مُحمَّد البُوسعِيدي، وهُوَ مِنَ الأفلاجِ العَجِيبَة
فِي هَندَستِه وتَصمِيم سَاقِيتِه؛ حَيثُ تَمتدُّ فِي مَسَار وادِي ضِيقَة العَظِيم،
ومِن خُطُورَة هَذا الوَادِي وعُمقِه يُطْلِق عَليهِ بَعضُ الأوروبيِّين حِقدًا «هُوَّة
الشَّيطَان»، لأنَّه كَان عَصِيًّا عَليهِم فِي تَقصِّي أسْرَارَه.
تَكثُر الفُرض أو الوَقب
عَلَى مَسَار هَذا الفَلَج، وكَذلِك نِظَام السَّحارات المَائيَّة (غرَاق وفلَاح)،
وهِي تِقنِيَات هَندسيَّة قَديمَة جِدًّا، اخترَعَها وابتَكرَها العُمانيِّون لتَفَادِي
مُنحدَرَات ومُنخَفضَات الأَودِيَة، ولوَزْن اندِفَاع المِيَاه فِي سَاقِية الفَلَج
بقوَّة الجَاذِبيَّة.
سَيف بِن خَلفَان العذَّاري..
أَحَد الشَّخصِيَّات المَعرُوفة فِي خِدمَة الأفلَاج، وفِي أَحَد الأيَّام طُلِب مِنهُ
تَنظِيف وَقب أو فَرض الفَلج؛ لخِبرَتِه ومَعرِفتِه بمَسَار الفَلَج فِي عُمق الوَادي
تَحْت الأَرض؛ فجَمَع عُدَّته المَعرُوفة، وهِي قَفر ومَساحِي وهِيب وخنَازِر، أَدَوات
يَدويَّة بَسيطَة، ولَكِن إِرادَة الرِّجال هِي التي تَعمَل وتُبدِع.
انطَلَق سَيف بن خَلفان
العذَّاري مَع رَفَاقِه مَع إشرَاقَة الفَجر، فعَبَروا مَسَار الفَلَج، فبَدأوا عَملَهم
بهِمَّة ونَشاط، عَلى الرَّغم مِن تَعَب ونَصَب تكبَّدُوه، ومع الظَّهِيرة أَنهُوا
تَنظِيف الوَقب المُتَّفَق عَلى تَنظِيفِها، وإِزالَة مَا عَلق فِيهَا مِن رِمَال وأَترِبة
وحَصى، تَنفَّسُوا جَميعًا الصُّعدَاء بفَرحَةٍ غَامِرة؛ لأنَّهم أدُّوا وَاجبَهم ومُهمَّتهم
بإِخلَاص وإتقَان، فقرَّروا العَودَة إلى مَنَازلِهم لِلقَاء الأحبَّة.
وَفِي طَرِيق العَودَة
التَقَاهُم مُشرِف الفَلَج، فأَبدَى مُلاحَظَاته عَلى عَملِهم، مُطالبًا عَودَتهم إلى
العَمَل مِن جَدِيد لتَنظِيف آخِر وَقبَة فِي مَسَار الفَلج، فَلبَّى الجَميعُ ذَلِكَ
الطَّلَب؛ لأنَّ جَوْدَة العَمَل هَدفُهم وغَايتُهم فِي الحَيَاة.
قرَّر سَيف بِن خَلفَان
العذَّاري هَذِه المَرَّة أنْ يتَولَّى هُو شَخصيًّا هَذِه المُهمَّة لخِبرَتِه، وليَتأكَّد
مِن جَودَة العَمَل الذِي قَام بِه العُمَّال قَبل ذَلِك؛ فَقَام بالوَاجِب، فكَان
عَلي بِنْ سَعِيد البُوصَافي -رَحِمَه الله- عَلى فُوَّهة فَرضَة الفَلَج؛ ليتولَّى
تَنزِيل ورَفْع قَفر التَّنظِيف إلى حَيثُ يَتَواجَد سَيف فِي بَاطِن الأَرْض.
تَوَاصَل العَملُ بهِمَّة
مِن جَدِيد، تَلبيةً لمَطلَب مُشرِف الفَلج، وبَينمَا سَيف مُنهَمكًا فِي عَملِه بحُبٍّ
ووَلَاء، وإِذَا بالفَرضَة تَنهَار عَليهِ وهُو فِي بَاطِنهَا، حَاوَل أَصحَابُه تَفَادِي
المَوقِف، ولَكِن الأَقدَار أقْوَى مِن حِيلتِهم؛ حَيثُ لَم تَكُن تِلكَ المُعِدَّات
السَّريعة مُتوفِّرَة للوُصُول إلى سَيْف فِي عُمقِ تِلكَ الفرضَة، فطَال الحَفرُ بأدَواتِهم
البَسيطَة، إِلَّا أنَّ الوُصُول إليهِ قَد أخذَ مِنهُم وَقتًا طَويلًا، ليَجِدوا سَيْف
نَائمًا بابتِسَامةٍ عَريضَة، وهُو يَحتَضِن مَاء الفَلج، ورُوحُه قَد صَعَدت إلى السَّماء.
وتَخلِيدًا لذِكرَاه
عُرِفَت تِلك الفَرضَة باسْمِه (فَرضَة سَيف بِنْ خَلفَان) إلى اليَوْم، وكَأنَّ اسمَه
سَحَابة بَيْضَاء مُمطِرة دَومًا، تُخصِّب الفَلَج كُلَّما تَعرَّض للمحَل.
الاثنين، 20 مايو 2019
فِي وَدَاع العَقِيد
هَكَذَا عُرِف بَيْن أَقرَانِه فِي العَمَل بـ"العَقِيد"، وَهِي وَظِيفَة ضِمن التَّقسِيمَات الوَظِيفيَّة لمَكَاتب الوُلَاة قَدِيمًا، ويَتحدَّد نِطَاق مَسؤوليتِها فِي الإشرافِ عَلَى أَعمَال العَسكَر (الحَرَس) ومَا يتَعلَّق بمُناوبَاتِهم، وَهذِه الوَظِيفة تُعرَف اليَوْم بمَسؤُول حَرَس مَركَز الوَالِي، أي مَكتَب الوَالِي.. تَزامَلنَا مَعًا لعُقُودٍ مِنَ الزَّمَن مَع أوَّل تَكلِيف تَحمَّلتُه وأنَا فِي عُمر السَّادِسة عَشرَة مِن عُمرِي ككَاتِبٍ بمَكتَب الوَالِي.. كَان عَبدالله الجَردَاني مِنَ الشَّخصِيَات الوَدُودة جِدًّا فِي تَعامُلِها الإنسَانِي، والمُخلِصَة جِدًّا في الوَلاء الوَظِيفِي، يُؤدِّي عَملَه بِحُبٍّ والابتِسَامَة دَومًا لا تُفَارِقه، كَم مِن مُشكِلاتٍ وخُصُوماتْ قَد سدَّت أَبوابَها صُلحًا بَيْن الخُصُوم عَن طَريقِه، قَبل أنْ تَصِل إلى الوَالِي أو القَاضِي؛ لِمَا يَمتَلكُه مِن عَلَاقَات ومَهَارَات مجِيدَة، اكتَسبَها عَبْر مَرَاحِل تدُّرجِهِ الوَظِيفي.. كَان خَبَر رَحيلِه عَن هَذِه الدُّنيا الفَانِية مُفَاجِئًا ومُؤثِّرا عَلى الكَثِير مِن مُحبِّيه، وَلَكِن لَا رَادَّ لأمرِ الله.. رَحِمكَ اللهُ أيُّها الصَّدِيق العَزِيز، ستَبْقَى ذِكرَاك فِي قُلوبِنا كَمَا كُنَّا.
مَعَ المُزَارِع جُمعة العذَّارِي
يَعْشَق الأرض، عِندَمَا تَتأمَّل يَدَه تَجِد فِيهَا مَسَار حَيَاة طَويلَة فِي خِدمَة الزَّرْع والشَّجَر، يَقُول: عِندَما أنتَهِي مِن مُهمَّتِي فِي الزِّراعَة، أستَظلُّ تَحتَ شَجَرة وَارِفة مِن الأنبَا؛ فخُضرَتِها وحَفِيف أَغصَانِها تُشعِرنِي بالإنجَاز فِي الحَيَاة، وتُجدِّد فِي نَفسِي الحُبَّ والعَطَاء للأَرْض.
الأحد، 19 مايو 2019
السبت، 18 مايو 2019
مِنْ طُرُقِنا التُّراثيَّة
الجمعة، 17 مايو 2019
القدمِي
هَذِه ثِمَار نَخلَة القدمِي، هِي فِي مَرْحَلة البَسْر، وعَن قَرِيب ستَطرَح رُطبًا جَنيًّا.. نَخلة القدمِي أكثَر شُهرَة فِي القُرَى السَّاحِليَّة مِن قُريَّات، وهِي نَخلَة لَهَا مَكَانة فِي تُرَاثِنا الزِّرَاعِي، وتُعتَبر مِن بَوَاكِير رُطَب النَّخِيل إلَى جَانِب النِّغَال والخَمرِي، وهِي أيضًا سَرِيعَة النُّضْج، وكَان قَدِيمًا يَكنِزُون تَمرَها فِي ظُرُوف خُوصيَّة.. لَم تَعُد هَذِه النَّخلة تلقَى ذَلِك الاهتِمَام اليَوم، لتَغيُّر ذَائِقة جِيل اليَوم، وهِي فِي تَناقُص مُستَمر؛ نَظرًا لعَدَم تَجدِيد فَسَائِلها، وأخشَى مِن انقراضِها إِنْ لَم نَنتَبِه لِذَلِك جَيِّدا.
الخميس، 16 مايو 2019
مَعَ الصَّدِيق صَالِح الغمَّاري
مَا نُتَابِعه عَبْر قَنَواتِنا الإعلَامِيَّة هُو حَصِيلَة جُهُود فَرِيق عَمَل مُثَابِر فِي حُبِّ الوَطَن، تَضَافَرت جُهودُهم مِن أَجل رَسْم لَحَظَات جَمِيلَة فِي نُفوسِنَا ووجدَانِنا؛ مُفعَمَة بالمَعلُومَة المُفِيدَة، والخَبَر الصَّادِق، والابتِسَامَة المُشرِقة.. الصَّديق صَالح الغمَّاري مِنَ الإعلَامِيِّين الذِين خَدمُوا الإعلَامَ بمَحبَّة وصِدق مُنذُ سَنَوات طَويلَة، وكَانتْ لَه بصَمَات إبدَاعِيَّة عَلى مَسَار تَارِيخ شَاشتِنا الفِضيَّة فِي التِّليفزيُون.. لَهُ كُلُّ مَحبَّة وتَقدِير.
الأربعاء، 15 مايو 2019
الثلاثاء، 14 مايو 2019
مَع مُبَارَك السَّنَانِي
السبت، 4 مايو 2019
الجمعة، 3 مايو 2019
ذَاكِرَة
عَشِق الإِعلَام؛ فَكَان بَيْنَهما سِيرَة حَافِلَة بالإِنجَاز والعَطَاء، تَميَّز بتَعلِيقِه الرِّيَاضِي؛ فعَشِق الرِّياضِيُّون صَوتَه المُنسَاب عَبْر مَوجَات الأَثِير، المُبشِّر دَومًا بتَحقِيق الأَهدَاف وحَصَاد الكُؤوس.. مَن مِنَّا لَا يَتذكَّر الإعلَامِي القَدِير سَالِم بِن سَيْف العَادِي.. تَحيَّة تَقدِير لشَخصِه الكَرِيم.
الخميس، 2 مايو 2019
سَرْد الذَّاكِرَة
الأُستَاذ القَدِير حُمُود بِنْ سَعِيد العَادي مِن الشَّخْصِيَّات المُجِيدَة التِي خَدَمتْ الوَطَن ومُجتَمَع قُريَّات بوَلَاء وحُب وإِخلَاص، كَان هُو وخَلفَان بن عَزيز الأخزَمي، وسَعِيد بِن سَالِم الفَارسِي مِنْ أوائِل المُلتَحِقِين بالقِطَاع الصِّحي مِن العُمانيِّين فِي قُريَّات؛ وذَلِك مَعَ افتِتَاح أَوَّل عِيَادة طبِّية فِي قُريَّات فِي فَترَة الخَمسينيَّات مِنَ القَرن المُنصَرِم، وعَلَى الرَّغم مِن تَوَاضُع تِلك العِيَادة ومَا تَمتَلِكُه مِن إِمكانَات طِبيَّة، إِلَّا أنَّ حُمُود العَادِي ورِفَاقِه كَان لَهُم الفَضْل فِي تَسكِين وتَخفِيف الكَثِير مِن الآَلام والأَوجَاع؛ بِمَا تَوافَر لَديهِم مِن أَدويَة، تَعلَّموا بجدٍّ ومُثَابَرة وصَبْر عَلى رَأسِ العَمَل، وحُبِّهم لَوطَنِهم ومُجتَمعِهم كَان سِرَّ نَجَاحِهم ومُنجزَاتِهم.. كَانت لَهُم خَدَمات وَاسِعة فِي مُكافحَة الكَثِير مِنَ الأمرَاض، خَاصَّة المَلاريَا والتَّراخُوما والحَصْبَة وشَلَل الأطفَال، كَانُوا يَجُولون القُرَى وقِمَم الجِبَال وبُطُون الأَوديَة مَشيًا، وعَلَى الدَّوَاب مِنْ أَجْل تَحصِين الأَطفَال وعِلَاج النَّاس، المُنقَطِعة بِهِم السُّبل لعَدَم تَوافُر وَسَائل النَّقل فِي ذَلِك الزَّمَان.. ومَع إشرَاقَة النَّهضَة المُبَاركَة كَان حُمُود العَادِي مِن بَيْن الكَوَادر التِي عَايشَتْ مَرَاحل تَطوُّر خَدمَات مُستشفى قُريَّات، وكَانَت لخِبرتِه وعَلَاقاتِه ومَحبَّتِه للنَّاس بَصَمَات طَيِّبة عَلى صَعِيد مَا يُسمَّى اليَوم بالوَلَاء الوَظِيفي وحُب العَمَل.. حُمُود العَادي يُعدُّ أيضًا مِن مُؤسِّسي نَادِي قُريَّات؛ ففِي مَرحَلة شَبَابِه كَان شُعلَة نَشَاط مِن أَجْل تَوحِيد جُهُود الشَّبَاب لخِدمَة المُجتَمع، فاستَطَاع مَع نُخبَة مِن أَبنَاء الولَايَة المُخلِصِين أنْ يَجمَعُوا تِلكَ الفِرَق المُتناثِرة فِي كِيَان وَاحِد، فكَان نَادِي قُريَّات مَع بِدايَة السَّبعينيَّات، ومَع تَشكِيل أوَّل مَجلِس إِدارَة للنَّادِي كَان حُمُود العَادِي عَلَى رَأس أمَانَة سرِّ النَّادي، وبجُهُودِهم وتَعَاونهِم ومُثابَرَتِهم حقَّقوا الكَثِير مِنَ المُنجزَات الرِّياضيَّة والثقَافيَّة، لا تَزَال مَحفُورَة فِي رُوزنَامة تَارِيخ النَّادي الذَّهبيَّة، لا يُمكِن أنْ تُنسَى أَبدًا.. عَمَل حُمُود العَادِي فِي خِدمَة مُجتَمِعه بصَمتٍ وهُدُوء بَعِيدًا عَن الضَّجِيج، ولَكِن مُنجزَاته هِي اليَوم التِي تَتحدَّث، ولَهَا مَكَانة فِي القَلبِ والوجْدَان، وهُو لَا يَزَال على قِمَّة ذَلِك العَطَاء، فَلهُ مِنَ القلبِ مَحبَّة وتَقدِير ومَزِيد مِنَ الاحتِرَام.
المَنْ
هَذَا هُوَ المَن (بفَتْح المِيْم وتَسكِين النُّون)؛ وَهُو مِن وَحَدات الأَوزَان القَدِيمَة فِي عُمان، كَانَ شَائِعًا فِي الأسوَاق الشَّعبيَّة، ويُعَادَل اليَوم بأَربَعة كِيلُو جِرَامَات.. مَا زَال العُمانيِّون يَستَخدِمُونَه لوَزْن أَعوَاد وبُذُور القَت (البَرسِيم) بمَيْزَان بُو كِفِيف أَو رفعَة، يُقَال بالدَّارِجَة: نَبِيع القَت مِنِين برِيَال، ومِن بِذْر القَت الحُولِي أو العُمَانِي بسِتِّين رِيَال.. تِلكَ الحِجَارة يَزِيد عُمرَها عَن مِائتِي عَام.
الأربعاء، 1 مايو 2019
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)