الخميس، 30 مايو 2019

ذَاكِرة رِياضيَّة.. الصديق مبارك المالكي

الصَّدِيق والأَخ والمُدرِّب الوَطنِي مُبَارك المَالكِي.. شَخصيَّة هَادِئة ومُتَواضِعَة، لَه رُؤيةٌ خَاصَّة لتَطوِير الرِّيَاضَة، عَمل واجتَهَد بمُثَابَرة وصَبر لخِدمَة النَّادي مُنذ كَان لَاعبًا فِي السَّبعينيَّات، ثُمَّ مُدرِّبا وإدارِيًّا، وعَلَى مَدَار مَسِيرتهِ الطيِّبَة، حقَّق للنَّادِي -بجَانِب رِفَاق دَربِه- العَدِيدَ مِنَ الإنجَازَات عَلى صَعِيد كُرَة القَدَم.. عِندَمَا كُلِّف بقِيادَة الفَرِيق الأوَّل فِي المَوْسِم الرِّيَاضِي 97/96/95م، قَادَ الفريقَ الأوَّل بالنَّادِي بحِنكَةٍ واقتِدَار، وعَصَر خِبرتَه الرِّيَاضِية مِن أَجْل إِعَادَة أمجَاد النَّادِي العَرِيقَة.. فنَجَح فِي ذَلِك؛ حَيثُ صَعَد بالفَرِيق إلى مَصَاف الدَّرجَة الثانِيَة والأولَى بجَدَارةٍ فِي مَوسِميْن مُتتَالييْن، بل حقَّق مَع فَريقِه دِرعَ دَورِي الدَّرجَة الثانِية فِي المَوسِم الرِّياضِي 97/96، وكَان فريقُه يتمرَّن عَلَى مَلعَب تُرَابِي غَير مُعشَّب.. كُنتُ أتَمعَّن وأَدرُس طَرِيقَة إِدَارتِه للفَرِيق بحُكمِ عُضويَّتِي فِي مَجلِس الإِدارَة فِي ذَلِك الوَقْت؛ فمُبَارك المَالكِي إلَى جَانِب تَمتُّعه بالمَهَارات الفنيَّة والقِياديَّة؛ فهُو يتمتَّع أيضًا بأُسلُوب إِدارِي جَمِيل ومُؤثِّر، يُعرَف اليَوم فِي عِلمِ الإدَارَة والقِيَادَة بـ"الإدَارَة بالمُشَاركَة، والإِدَارَة بالأَهدَاف"، كُنَّا نُؤمِن مَعًا كمَجلِس إِدارَة، وطَاقم فَنيٍّ وإِدارِي مُشرِف عَلى الفَرِيق بهَذَا التوجُّه الذِي رَسَمه مُبارَك المَالكِي، عِند تَقدِيمهِ لخِطَّتهِ لإدَارَة وقِيادَة الفَرِيق الأوَّل، وقَد هَيَّأ مجلسُ الإِدارَة كَافَّة الظُّروف مِن أَجْل الوُصُولِ إلى تَحقِيق رُؤيتِهِ وأَهدافِه.. كانَ المُدرِّب مُبَارَك المَالكِي عَلَى الرَّغم مِن صَرَامتهِ فِي حِصَص التَّدريبِ هُو أيضًا أبٌّ وأخٌ كَبِير بالنِّسبَة للَّاعِبين، كَان يتمتَّع بمَهَارات وجوَانِب إنسَانيَّة رَاقِية؛ فهِي فِي كَثيرٍ مِنَ المَواقِف تَغلبُ عَلى طَابعِه الأخَوي فِي التَّعامُل مَع الجَمِيع.. وعَلَى أثَر هَذِه النَّجاحَات التِي حقَّقها المَالكِي، سَعَى مُبارك -وبمُبَاركَة مِن إدارةِ النَّادِي- إلَى وَضْع رُؤيَة وأَهدَاف طَويلَة المَدَى مِن أَجْل إِنشَاء مَدرسَة لكُرَة القَدَم بالنَّادي، وبالفِعْل مُهِّدَت لَهُ كَافَّة السُّبل والظُّروف مِن أَجْل تَحقِيق هَذا الحُلم، وقَد بَذَل جُهودًا طَيِّبة مِن أجلِ البَدْء بمَرَاحِل التَّأسِيس.. تَحيَّة حُبٍّ واحتِرَام وتَقدِير لهَذَا الرَّجُل الطيِّب الخَلُوق، الذي يَعمَل بصَمتٍ، ولا يَعرِف مِقدَار فِكرِه وقُدرَاتِه إلا القَلِيل فَقَط؛ لأنَّه يُحبُّ دَومًا أنَّ أعمالَه وإنجَازَاتَه هِي التي تتحدَّثُ عَنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.