الخميس، 30 مايو 2019

فِي ذِكرَى الأخ والصَّدِيق العَزِيز الأستَاذ نَاصِر المِشرفِي - رَحِمَه الله

 
نَاصِر المشرفِي.. يُمثِّل ذاكِرةً أخَويَّة وإنسَانيَّة لا تُنسَى، ذَاكِرة مُشرِقة دَومًا بالحُبِّ والعَطَاء والوَلاء للوَطَن، تمتدُّ لعُقودٍ طُويلَة مِنَ الزَّمن، تَقاسمنَا الحُلوة والمُرَّة معًا فِي كَثِير مِن المَوَاقف فِي هَذِه الحَيَاة، وتَجمَعُنا مَعهُ ذِكرَيات جَمِيلَة؛ فهُو نِعمَ الأخُ والصَّدِيق والرَّفِيق.. تَميَّز دومًا بالوَفَاء والإخلَاص فِي عَلَاقَاته الاجتِمَاعيَّة، كَان مُحبًّا للعِلمِ وحُضورِ الدَّرس، ومُتَواضِعًا ومُتعَاونًا مَع جَمِيع النَّاس، تَجِد الابتسَامَة دَومًا لَا تُفارَق مُحيَّاه، يَلقَاك بوجَهٍ بَشُوش ورُوْح سَمحَة ومَرِحَة، عَلى الرَّغم مِنَ الكثيرِ مِن مُنغِّصَات الحَيَاة، لَكِنه كَانَ صَبورًا جَلدًا فِي التَّعامُل مَع مُجرياتِها، يِكتُم كلَّ مَا يُعَانِيه حتَّى لا يُزعِج أحدًا، يُؤثِر الصَّمتَ فِي تَعامُلِه فِي كَثيرٍ مِنَ الأمُور، شَقَّ حَياتَه بَصبرٍ ومُثَابرَة مُعتَمدًا عَلى ذَاتِه، وقَد نَجَح فِي ذلك، لَه بَصَمَات مجِيدَة لا تُنسَى فِي خِدمَة قِطَاع التَّربيَة والتَّعلِيم بالوَلَاية، كَان مُعلِّمًا مُخلِصًا، يَحرصُ دَومًا عَلى الإتقَانِ والتَّجِديد فِي أَداء مَهَام عَمَلِه وتَوصِيل رِسَالتِه، يُكنُّ كُل المحبَّة والوَفاء لطُلَّابِه وزُملَاء مِهنتِه، خَدَم مُجتمَعه فِي كَثيرٍ مِنَ المَوَاقف، أحبَّ النَّاس بصِدقٍ فأحبُّوه بإخلَاص، كَان مُجتهدًا فِي خِدمَة وَطنِه، وإِذَا طَلبتَ مِنهُ رأيًا صَدقَك القَول والمَشُورة والنَّصِيحَة، قلبُه كَان مُتعلِّقا بالمَسجِد، خَاصَّة في أيَّامِه الأخِيرَة مِن حَياتِه، كُنتُ أشاهِدهُ مُنكبًّا عَلى قِرَاءة القُرآن لسَاعَات طَويلَة مِنَ الزَّمَن فِي الجَامِع، كَان يهوَى التَّأمُل فِي الطَّبيعَة، وللبَحر مَكَانَة فِي تأمُّلاتهِ وعُزلَتهِ الإيجابيَّة.. فَارَق الحَيَاة بصَمْت مُنذ فَترَةٍ، إلَّا أنَّ ذِكرَاه لا تَزَال حَيَّة بِين ظهرَانِينا.. نَاصِر المشِرفِي مِنَ الشَّخصِيَّات التي لَها مَكَانَة فِي قُلوبِنا، وذِكرياتِه الطيِّبَة وسِيرَتِه العَطِرة حَاضِرة دَومًا فِي وجدَانِنا مَا حَيينَا.. الَّلهُم فِي هَذَا الشَّهر العَظِيم والأيَّام المُبَاركَة نَسألُك أنْ تَرحَمَه وتَغفِر لَه وتُكرِم نُزلَه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.