هَكَذَا عُرِف بَيْن أَقرَانِه فِي العَمَل بـ"العَقِيد"، وَهِي وَظِيفَة ضِمن التَّقسِيمَات الوَظِيفيَّة لمَكَاتب الوُلَاة قَدِيمًا، ويَتحدَّد نِطَاق مَسؤوليتِها فِي الإشرافِ عَلَى أَعمَال العَسكَر (الحَرَس) ومَا يتَعلَّق بمُناوبَاتِهم، وَهذِه الوَظِيفة تُعرَف اليَوْم بمَسؤُول حَرَس مَركَز الوَالِي، أي مَكتَب الوَالِي.. تَزامَلنَا مَعًا لعُقُودٍ مِنَ الزَّمَن مَع أوَّل تَكلِيف تَحمَّلتُه وأنَا فِي عُمر السَّادِسة عَشرَة مِن عُمرِي ككَاتِبٍ بمَكتَب الوَالِي.. كَان عَبدالله الجَردَاني مِنَ الشَّخصِيَات الوَدُودة جِدًّا فِي تَعامُلِها الإنسَانِي، والمُخلِصَة جِدًّا في الوَلاء الوَظِيفِي، يُؤدِّي عَملَه بِحُبٍّ والابتِسَامَة دَومًا لا تُفَارِقه، كَم مِن مُشكِلاتٍ وخُصُوماتْ قَد سدَّت أَبوابَها صُلحًا بَيْن الخُصُوم عَن طَريقِه، قَبل أنْ تَصِل إلى الوَالِي أو القَاضِي؛ لِمَا يَمتَلكُه مِن عَلَاقَات ومَهَارَات مجِيدَة، اكتَسبَها عَبْر مَرَاحِل تدُّرجِهِ الوَظِيفي.. كَان خَبَر رَحيلِه عَن هَذِه الدُّنيا الفَانِية مُفَاجِئًا ومُؤثِّرا عَلى الكَثِير مِن مُحبِّيه، وَلَكِن لَا رَادَّ لأمرِ الله.. رَحِمكَ اللهُ أيُّها الصَّدِيق العَزِيز، ستَبْقَى ذِكرَاك فِي قُلوبِنا كَمَا كُنَّا.
هذه بعضُ الذكريات، والمشاهد، والانطباعات، والمشاعر الشخصية، التي واكب بعضُها منظرًا لصُورة التقطتها من البيئة والطبيعة العُمانية، أو ذكرى من التاريخ والتراث الثقافي انطبعت في الذاكرة والوجدان، أو تأثر وانطباع خاص تجاه موقف أو مشهد من الحياة، أو شذرات من رُؤى ونظرة مُتواضعة إلى المُستقبل، أو وجهة نظر ومُقترح في مجال الإدارة والتنمية الإنسانية.. هي اجتهادات مُتواضعة، من باب نقل المعرفة، وتبادل الأفكار والخبرات، وبهدف التعريف بتراثنا الثقافي (المعنوي، والمادي، والطبيعي)، ومنجزنا الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.