تابعتُ، مُنذ أيام، برنامج "الخط المباشر"،
الذي تبثه قناة الشارقة الفضائية، وهذا البرنامج يبث على إذاعة الشارقة أيضًا
كبرنامج إذاعي وتليفزيُوني، ويهتم بملاحظات واقتراحات وشكاوى المستمعين
والمشاهدين، ويتم ربطهم مُباشرة مع المسؤُولين بالوزارات الخدمية؛ بهدف الخروج
بحلول عاجلة لمُشكلات المُواطنين.
وكثيرًا ما يتداخل سمو الشيخ الدكتُور سلطان بن
محمد القاسمي حاكم الشارقة شخصيًّا في هذا البرنامج؛ وذلك كمبادرة من سموه من أجل
حل المُشكلات المستعصية. ومن خلال هذا البرنامج، حُلت الكثير من المعوقات والمُشكلات
حسب ما تابعتُ وشاهدت، وإضافة إلى ذلك يستجيب سمو الشيخ الدكتُور حاكم الشارقة في
مداخلات كثيرة للإجابة عن تساؤلات المستمعين والمشاهدين في الجوانب التاريخية
والعلمية، خاصة فيما يتعلق بتاريخ المنطقة.
ويستغلُّ سموه في مداخلاته في هذا البرنامج أيضًا
توجيه رسائل كثيرة لأفراد المُجتمع، تتعلق بالمُحافظة على الأخلاق، والقيم الإسلامية،
والعلاقات المُجتمعية والإنسانية؛ وذلك من خلال أسلوب أبوي راقٍ، فيه الحرص على
سلامة المُجتمع وتقدمه ووحدة الأمة.
وقد عرف عن حاكم الشارقة اطلاعه الواسع وجُهُوده
العلمية والبحثية في مجال التاريخ والعلوم، وله في ذلك دراسات وكتب عديدة، وبذل
جهدا كبيرا في البحث والتنقيب والتحقيق في مُختلف أرشيفات دُول العالم عن الوثائق
التي تتحدَّث عن دُول الخليج العربي، وقام بترجمتها وتحقيقها وإعادة نشرها ليستفيد
منها طلاب العلم ومُختلف الباحثين في كنوز المعرفة، وله الكثير من الإصدارات التي
تناول فيها سموه تاريخ السلطنة عبر العصور المُختلفة؛ لهذا تجد أنَّ لبرنامج "الخط
المباشر" في إذاعة وتليفزيُون الشارقة صدى واسع، ومتابعون كُثر على المُستوى
الخليجي والعربي.
وفي إحدى حلقات البرنامج، وضمن فعاليات حملة جمع
التبرعات لصالح الأطفال الأيتام، قام أحد المشاهدين بالتبرع بوعاء أو سلة مصنُوعة
من سعف النخيل -تُسمى القفير أو الزبيل- مليئة بالرطب من نوع النغال، وهو من ولاية
دماء والطائيين بسلطنة عُمان، والنغال أحد أنواع النخيل الشهيرة في عُمان، التي
لها تباشير مبكرة في إنتاج الرطب في موسم القيظ.
المتبرِّع بهذا الرطب، والقائمون على البرنامج، دعوا
المشاهدين والمستمعين في المزايدة على الرطب من أجل مساعدة الأيتام، وخلال دقائق
معدودة انهالت الاتصالات على البرنامج من أجل التبرع وكسب الثواب والأجر، وبسبب
هذه الفكرة تمَّ جمع أكثر من مائتي ألف درهم إماراتي، وما يعادل أكثر من عشرين ألف
ريال عُماني؛ فقد كان للرطب العُماني خيرٌ على أهل الخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.