مُنذ أكثر من سنة، وفي جوٍّ شتويٍّ باردٍ، خرجت من
منزلي في الصباح الباكر متجها إلى مسقط، استوقفَني منظر شروق الشمس وظلال أشعتها
الذهبية، المنعكِسَة على قِمم الشجر وصفاء الماء، في جوٍّ مليء بالهدوء والسكينة،
وجدتُ نفسي حينها مندفعا لكي ألتقط صُورة للمشهد.
بحثتُ عن موقف لسيارتي فركنتها على قارعة الطريق،
فقلت في نفسي ما زال الوقت مبكرا، والطريق خالٍ تمامًا من الحركة؛ فتركت محرك
السيارة والباب مفتوحا، على أمل أن أذهب لدقائق معدودة وأعود إليها سريعا، وهي
فُرصة ليسخن المُحرك ليقَاوِم برد الطريق.
خرجتُ من السيارة مُهَرولًا، ومعي كاميرا التصوير،
فأغراني المنظر، فقضيت وقتا طويلا في التصوير، أنتقلُ من زاوية إلى أخرى في
المكان، فاللحظة لا تتكرَّر؛ ونسيتُ حينَها وَضْع السيارة مُشرعة الأبواب.
بَعدما استكفيتُ من التصوير، عُدت لسيارتي فرحًا؛
فوجدت السيارة تحرُسها الشرطة، وتبحث عن صاحبها.. قُلت في نفسي: يا إلهي، من أين
أتوا في هذا المكان النائي؟ وفي هذا الجو شديد البرودة! الذي يقص الخوص من شدته،
كما يقال في دارجتنا المحلية.
أوَّل مَا وصلتُ وسلَّمت، تلقَّاني الشرطي
بابتسامة عريضة، فشعرتُ بالراحة والسعادة، تحدَّث معي بأسلوب فيه من الرُّقي والاحترام،
فتفارقنا وتوادَعنا باحترامٍ وبنصيحة المحب للمحب.
ذهبت في طريقي، فعادتْ بي الذاكرة لشريط الذكريات
فيما بين الأمس واليوم لعمل الشرطة، وما شهدتُه من تطوُّر وتجديد مُستمر في
خدماتها، طوال هذا العهد الزاهر المشرق الميمون.
لا مُقَارنَة إطلاقًا؛ فالذي يتفيَّأ ظلال نعمة
الأمن والأمان في هذا الوطن الغالي، وما يسمعه عن خدمات الشرطة من زوار الوطن،
يشعر دوما بالفخر والاعتزاز بالدور الوطني الذي تقوم به شرطة عُمان السلطانية؛ فهي
بحق خدمات مُتطورة جدًّا في جميع قطاعاتها وفي مُختلف خدماتها، لا سيما
الإلكترُونية منها: السريعة والمتقنة، وبجودتها العالية؛ فاليوم يمكنك أن تنهي
معاملتك لدى الشرطة في ساعات بل في دقائق معدودة.
والشرطة، وهي تحتفلُ بيومها المجيد، نزفُّ لجميع
أفرادها أسمى آيات التهاني والتبريكات، والشكر والعرفان، على ما يُقدِّمونه من
خدمة للوطن والمُواطن، مقرونة بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يُوفِّقهم ويَرْعَاهم..
حَفِظ الله عُمان ورجالها البواسل الكرام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.