الثلاثاء، 9 يناير 2018

الأبلة

نسمَع كثيرًا مفردة "أبلة" ضمن لهجتنا الدارجة، خاصة في مدارس البنات، حيث ينادون المعلمة "أبلة أو أبلا"، من باب التقدير.. هذه المفردة من الألفاظ الدخيلة على لهجتنا الدارجة، ويقال إن أصلها من اللغة التركية؛ بمعنى الأخت الكبيرة. ولكن: كيف أتت إلينا؟ مع العلم أن استخدامها حديثًا مع افتتاح المدارس الحديثة؛ فقديما كان يُنَادَى على من يقوم بالتدريس في المدارس التقليدية بالمعلم أو المعلمة.
المتأمِّل في لهجتنا الدارجة، يجد الكثير من الألفاظ الأعجمية تُتداول في حديثنا اليومي، وهذا أمرٌ ليس بالغريب، فقوَّة أي لهجة تكمُن في قُدرتها على استيعاب ما هو جديدح؛ نظرا لتداخل وتلاقي الثقافات بين الأمم.
ولكن السؤال: كيف دخلتْ بعضُ ألفاظ اللغة التركية إلى عُمان؟ فبلادنا لم تخضع يومًا للدولة العثمانية القديمة، وإنما هُناك بعض المحاولات والمناوشات العسكرية التي حدثتْ في فترة التواجد البرتغالي في بعض السواحل العُمانية، ولم تَدُم طويلا.
فيما أعتقد أنَّ سبب وُجُود هذه المفردات في لهجتنا الدارجة هو الجاليات العربية التي كانت -ولا تزال- تعمل في بعض المهن؛ من بينها: مهنة التعليم، ومن بين تلك الكلمات مفردة: أبلة، وهُناك أيضًا مفردات أدخلها العُمانيون بأنفسهم، خاصة الذين كانوا يعملون في بعض دُول الخليج العربي -من بينها الكويت- وهي دخلت إليهم أيضًا عن طريق العراق، بحكم الجوار الجُغرافي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.