هُناك خَصَائص مشتركة بين النخلة والإنسان؛ من
بينها: كل منهما له جذع ورأس، وإذا قطع رأس النخلة ماتت، ومنها الذكر والأنثى ،
وللنخلة أيضًا قلب، ويتجسد ذلك في الجمارة، الذي نسميه بـ"الحجب"، ويقع
في أعلى قمتها، وهو محاط بنوع خاص من الليف، لحمايته من أي أهتزاز، فإذا ما تعرضت
النخلة لصدمة في قلبها ماتت.
العُمانيون يطلقون على السعف الذي ينمو في وسط رأس
النخلة بالقلب، وهو من أجود أنواع الخوص لصناعة السفة، وخياطة أجود أنواع الأوعية
الخوصية، خاصة تلك التي تحملها النساء كالجبة، فالتي تصنع من خوص القلب، هي الأغلى
ثمنا والأجمل شكلا، لا يميزها عن غيرها إلا الخبير بشؤون النخلة.
وقديما، إذا ما سقطت النخلة، أو تم إسقاطها لهِرَم
أصابها، تهافتت الناس على قلبها، فنزع الكرب والليف من قمتها، فنهش رأسها واستخرج
قلبها "الحجب"؛ ففي طعمة لذة وطراوة لا تقاوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.