الصُّدفَة جمعتنِي بهذا الرَّجل الشهم، الوَالد عبدالله الشِّبلي، كان
لقائي معه لأول مرة هذا المساء. هُو مِن المُحبِّين للطبيعة والجمال، بحُكم نشأته
فيها، وبَعد حديثٍ طويلٍ عن الجبال، والحيك، ومعالم البيئة والطبيعة الجميلة وأحوالها؛
قال لي: "لديَّ لك هدية في سيارتي"، ذهبنَا معًا، وإذا هو يُخرِج لي لوحًا
صخريًّا جميلًا، لونًا وشكلًا، وعلى وجه ذلك اللوح رَسْمَة طبيعية، نحتَتْها عواملُ
الطبيعة على شكل يُشبِه شِعَار السلطنة: الخنجر.
خِنجَر بقرنها ونَصْلِها، مع خُطُوط ملوَّنة، شكَّلتها الطبيعة دون تدخُّل
إنسان.
يقول: "وجدتُ هذه الصَّخرة على سَفح جبل قريب منا، وعندمَا لمحتُ
رسمَ الخنجر، احتفظتُ بها، ولارتياحِي في الحديث مَعَك يسرُّني أن أهديها لك بلا مُقَابل".
شكرتُه، وقلت له: "كَمْ أنَا فخُور بِك أيُّها الوالد العزيز بأنْ
احتفظتَ بهذا الحَجر، وهو تُحفَة طبيعيَّة لا تُقدَّر بثمن، وتِلك العلامات
الطبيعية التي عَليه هي بالفِعل طبيعية، ولكن أفضِّل أنْ تحتفظَ بها، واقترحتُ
عليه عَرْضَها على المتحف الوطني، أو وزارة التراث والثقافة، فهي بحق تستحقُّ أن
تكون هناك؛ لقيمتها: الطبيعية، والجمالية.
وَمَع إصرارِه، إلَّا أنَّني فَضَّلت وجودها معه، لعلَّ هذا المنشُور يصِل
لأحد، ويَسْعَى لاحتواءِ تلك التُّحفة النادرة، وتكريم ذلك الرجل، المُحِب للبيئة
والمكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.