الثلاثاء، 9 أكتوبر 2018

تَبْقَى الذِّكريَات

كَانَ وفيًّا صادقًا مُتَواضِعًا مُحبًّا للجميع، شق طريق حياته بكِفاح الشرفاء، من أجل أنْ يعيشَ كريمًا عفيفًا. كان مُتَسامحًا ومتعاونًا مع الجميع، لم نسمَع عنه يومًا أنه خَاصَم أو نَازَع أحدًا.
عَشِق الأرض، فأخلَص لَهَا؛ فكانتْ على يديهِ تُنبت شجرًا ونباتًا مثمرًا، ومَا مِن سائل في الزراعة وفنونها إلا أجابه بكَرَم ورحابة صَدر، كان كريمًا في نَقْل خبرات الحياة بلا تذمُّر أو حَسَد، لم يلتفتْ إلى الدنيا وما عليهَا، كان قنوعًا إلى أبعدِ الحُدُود في كلِّ شيء.
فِي كلِّ زيارة له، يُحدِّثني عن عَفا وتاريخِها، عن مَزَارِعها الخَضْرَاء، عن بَيْت الجحيل وزمانه، عن إشراقةِ شمس وسيرة ذهبية لتاريخِ من رَحل، ولم تبقَ إلا ذكرى أعمالهم الخيِّرة، كان ذاكرةً وفيةً للزمان والمكان والإنسان، اختَار أن تكُون حياته في صَمْت وهدوء، وغادرها أيضًا بهدوء وسكينة، بلا صَخَب أو ضَجِيج.
رَحِم اللهُ الوالدَ سالم بن سعيد الفارسي، وباركَ اللهُ في أولادِه وأحفادِه.
قريات/ المعلاة: 9/ 10/ 2018م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.